دمشق - رويترز - عقد الرئيس السوري بشار الاسد محادثات أمنية مع وكيل وزارة الخارجية الاميركية وليام بيرنز اليوم الاربعاء بعد يوم من تعهد الرئيس باراك اوباما باعادة تعيين سفير لدى سورية عقب غياب استمر خمس سنوات. واجتمع بيرنز مهندس الاتفاق الذي ساعد في عودة الزعيم الليبي معمر القذافي الى الساحة الدولية مع الرئيس الاسد وشارك في المحادثات دانييل بنجامين وهو مسؤول امريكي رفيع في مكافحة الارهاب. وقال بيرنز بعد لقاء الرئيس السوري "ليس لدى أي أوهام بشأن التحديات". وأضاف "لكن اجتماعي مع الرئيس الاسد جعلني مفعم بالامل بأننا يمكننا ان نحقق تقدما معا لصالح بلدينا." وسيبقى بنجامين منسق مكافحة الارهاب بوزارة الخارجية الاميركية في سورية غدا الخميس بعد مغادرة بيرنز. وقال بيرنز ان القصد هو "تعميق الحوار بيننا ونحن نمضي قدما." وفي عهد اوباما بدأت الولاياتالمتحدة الحديث الى الحكومة السورية على عكس سياسة العزل في عهد الرئيس السابق جورج بوش. وسحبت الولاياتالمتحدة سفيرها من دمشق في عام 2005 بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في بيروت. وأعلنت سورية في ذلك العام انها أوقفت التعاون مع الولاياتالمتحدة بشأن ماتصفه بالمشتبه بهم في قضايا الارهاب في اعقاب انتقادات اميركية لدور سورية في العراق. لكن مسؤولين سوريين اجتمعوا مرتين في العام الماضي مع وفد امني امريكي في دمشق رغم ان سوريا مدرجة على قائمة امريكية "للدول الراعية للارهاب" ولها علاقات جيدة مع ايران. وتريد الولاياتالمتحدة من سورية وقف تسلل المتشددين الى العراق عن طريق الحدود السورية وهي قضية سببت تدهور العلاقات الى ان تولى اوباما السلطة في البيت الابيض. وتريد واشنطن من سوريا كبح جماح اعضاء حزب البعث العراقي الذين فروا الى سورية ويوجه اليهم الاتهام من جانب الحكومة العراقية المدعومة من الولاياتالمتحدة بتشجيع العنف في العراق. وتحسنت العلاقات بين واشنطنودمشق منذ ان تولى اوباما السلطة قبل 13 شهرا. ويقول دبلوماسيون ان واشنطن تأمل في ابعاد سوريا عن ايران والحصول على مساعدتها في اشاعة الاستقرار في العراق. غير ان اوباما جدد العقوبات ضد سورية في مايو/ ايار الماضي متهما اياها بدعم الارهاب والسعي لحيازة أسلحة دمار شامل وزعزعة الاستقرار في العراق الذي تشترك معه في حدود طويلة مليئة بالثغرات كانت ممرا لعبور مقاتلي القاعدة. وسوريا وايران هما المؤيدان الرئيسيان لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) في قطاع غزة وحزب الله في لبنان الذي خاض حربا ضد اسرائيل في عام 2006 . وقال دبلوماسي في العاصمة السورية "يوجد توتر اميركي متزايد بشأن قضية اسلحة حزب الله." وخففت واشنطن انتقاداتها للنظام السوري وينظر الى تعيين روبرت فورد سفيرا لدى دمشق على انه خطوة رئيسية في تحسن العلاقات. وقال بيرنز ان تعيين فورد الذي مازال يتعين ان يقر مجلس الشيوخ الامريكي تعيينه يعطى اشارة "بشأن استعداد اميركا لتحسين العلاقات والتعاون من اجل سلام عادل ودائم وشامل بين العرب والاسرائيليين." وكانت وسائل الاعلام السورية واللبنانية تنشر على مدى اسابيع ان اوباما يعتزم تعيين فورد. وفورد الذي يتولى الان منصب نائب رئيس البعثة بالسفارة الاميركية في بغداد خدم في السابق كسفير لدى الجزائر في الفترة من 2006 الى 2008 ونائبا لرئيس البعثة في البحرين في الفترة من 2001 الى 2004 . وقالت صحيفة سورية موالية للحكومة في الاسبوع الماضي ان دمشق وافقت على طلب امريكي باعادة تعيين سفير لها