أعلن رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أنّ حزبه لن يشارك في اجتماعات «هيئة الحوار الوطني» التي دعا إليها رئيس البرلمان نبيه بري الأربعاء المقبل في التاسع من الجاري لأنه «سيكون مثل الذي سبقوه، ومضيعة للوقت، معتبراً أن «المطلوب واحد في الوقت الحاضر، النزول إلى المجلس النيابي وانتخاب رئيس للجمهورية». وفيما يتهيأ وسط بيروت لمزيد من الحراك المدني والشعبي ضد استمرار أزمة النفايات والفساد وتفاقم الأزمة المعيشية الأربعاء المقبل، شهدت مناطق لبنانية عدة تحركات نظمتها «لجنة متابعة تحرك 29 آب» (أغسطس)، بينما تحرك وزير الزراعة أكرم شهيب في اتجاه الفرقاء السياسيين باقتراح من رئيس الحكومة تمام سلام، لاستمزاجهم في فكرة عقد جلسة طارئة لمجلس الوزراء لإقرار الخطة التي وضعها شهيب لمعالجة أزمة النفايات.وعلمت «الحياة» أن شهيب زار بري لهذا الغرض أمس وعرض عليه ملخصاً للخطة وأبلغه برغبة سلام استعجال اجتماع الحكومة للبت فيها نظراً إلى أن رفع النفايات المتراكمة ومعالجتها ملح. وقالت مصادر وزارية أن بري أكد لشهيب أن كل ما يؤدي إلى تسهيل الخطة «أوافق عليه». وأبلغ زوار الرئيس بري «الحياة» نقلاً عنه أنه شجع شهيب على الخطة وأبدى استعداده للمساعدة في تنفيذها. وقال بري أنه نصح شهيب «بمباشرة تنفيذها والملف سبق أن عرض على مجلس الوزراء وليس ضرورياً عرضه مجدداً وليبدأ التطبيق . وإزاء التساؤلات حول استعداد وزراء «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي الأربعة ووزيري «حزب الله»، الذين كانوا انسحبوا من الجلسة الأخيرة احتجاجاً على آلية اتخاذ القرارات، ينتظر أن يلتقي شهيب الفرقاء المعنيين لتمهيد الطريق لانعقاد مجلس الوزراء. وقالت مصادر أخرى أن الاتصالات تشمل التوافق على تحديد المكبات الموقتة التي ستنقل إليها النفايات خلال الأشهر الستة المقبلة، قبل بدء تنفيذ القسم الثاني للمعالجة المستدامة للنفايات. وكان جعجع أعلن موقفه بالامتناع عن الاشتراك في الحوار في خطابه في ذكرى شهداء «المقاومة اللبنانية»، فسأل: «البلد يغرق بالنفايات، و لا أحد يحاول إيجاد الحلّ، لنذهب كي نتناقش بجنس الملائكة؟ فالذهاب إلى الحوار يحرف الأنظار والاهتمام عن الخطوة الوحيدة التي تشكّل لنا باب خلاص وهي انتخاب رئيس».وأضاف: «كل جلسات الحوار لم تمكنَا من إقناع البعض باحترام حدود لبنان وعدم القتال في سورية، فوجود سلطة خارج السلطة يعطّل الحياة السياسية الطبيعية في لبنان ... وقد يقول البعض اذهبوا إلى الحوار علّكم تتفقون على رئيس. هذا افتراض مستحيل، لأنّ مواقف الأطراف جميعها معروفة من انتخابات الرئاسة» وأوضح أنه إذا تغير موقف «حزب الله» من حضور جلسات الانتخاب في جلسة 30 أيلول (سبتمبر)، فإن القوات مستعدة لإعادة النظر في موقفها. واعتبر أنه حتى تكون لدينا إمكانية تغييرالحكومة بأفضل منها، نحتاج إلى رئيس جمهورية». وقال في رد غير مباشر على مطالبة زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون بانتخابات نيابية ثم رئاسية أو انتخاب الرئيس مباشرة من الشعب: «أقصر طريق للخروج من الوضع الحالي، من دون تعقيدات ولا مطبّات، ولا تعديلات دستورية مستحيلة، هو أن ينتخب المجلس النيابي رئيساً جديداً. ودعا إلى رئيس قادر على البدء بعملية الإصلاح». وأعلن جعجع «ثورة كاملة على كل شيء اسمه فساد بمعزل عن فريقي 8 و14 آذار». وحول المطالبة بتغيير النظام سأل: «متى كان النظام بحد ذاته سببَ فساد أو استقامة؟ البعض الآخر طرح نظرية أنّ كل هذه الطبقة السياسية فاسدة «وصار بدّا تغيير»، ففي حين أن قسماً منها فاسد بالتأكيد، يوجد قسم ثانٍ غير فاسد ونحن على رأس اللائحة». ورأى جعجع أنّ «المواضيع الوحيدة التي تكون عابرة للخطوط السياسية في البلد هي الصفقات، حين يتفق أشخاص من 8 آذار وأشخاص من 14 آذار على تقاسم المغانم والمنافع، بمعزل عن الطروحات السياسية المتناقضة ل8 و14».