كيف تظهر صورة علاقة جمهور ال «سوشال ديجيتال ميديا» مع الزمن؟ هناك أرقام تلقي بعضاً من الضوء على تلك العلاقة عبر قياس الزمن الذي يقضيه المستخدم في شبكات التواصل الاجتماعي يوميّاً، وهي تشير إلى ارتفاع نسبة الوقت المستعمل لاستخدام ال «سوشال ميديا»، من إجمالي استخدام الانترنت. وكثيراً ما نُظِر إلى الانترنت بوصفها شبكة أعمال متنوّعة، لكن الأرقام تشير إلى أنها تتحوّل تدريجياً إلى أداة تستخدم أساساً كوسيلة لل «سوشال ميديا». وحاضراً، ينال «الإعلام العام الاجتماعي» حصة تصل إلى النصف، من إجمالي استخدام الانترنت. عمل أم تواصل؟ بالأرقام، يبلغ المتوسط العالمي للوقت الذي يصرفه الفرد يوميّاً على شبكة الانترنت قرابة 4 ساعات و25 دقيقة. وتبدو تلك المدّة طويلة تماماً، خصوصاً إذا تذكّرنا أن متوسط ساعات يوم العمل يتراوح بين 6 و8 ساعات. وفي المقابل، يبلغ متوسط الوقت الذي يقضيه «سكان الانترنت» في استخدام ال «سوشال ميديا»، قرابة ساعتين و25 دقيقة، ما يزيد على نصف «يوم العمل» على الانترنت! وبعبارة أخرى، يستهلك الفرد ما يتراوح بين نصف «يوم عمل» شبكي إلى ثلثي «يوم العمل» على الإنترنت، وهو منصرف إلى «العمل» على شبكات التواصل الاجتماعي، إذا جازت تلك العبارة المتهكّمة! وترتفع ساعات «يوم العمل» الشبكي للأفراد إلى 6 ساعات ونصف الساعة يوميّاً في الفليبين (وهو الرقم الأعلى عالميّاً)، فيما يلامس ال5 ساعات يوميّاً في تايلاندوفيتنام وإندونيسيا وماليزيا. وتسجَّل أرقام أقل في اليابان (3 ساعات) وكوريا الجنوبيّة (3.4) وألمانيا (3.5) والصين (3.6) وفرنسا (3.8). وفي سياق حصة ال «سوشال ميديا» من الساعات التي يصرفها الجمهور العام على الانترنت، تأتي الأرجنتين والفيليبين في الطليعة لأن جمهورهما يصرف ما يزيد على 4 ساعات يوميّاً في «العمل» على التواصل الاجتماعي! ويتراجع ذلك الرقم في فيتنام (3.1 ساعة يوميّاً) وتركيا (2.9 ساعة) والولايات المتحدة (2.7 ساعة) وروسيا (2.6 ساعة). ويسجل الفرد في اليابان الرقم الأدنى، إذ لا يصرف على ال «سوشال ميديا» سوى ثلث ساعة يوميّاً، تلي ذلك كوريا الجنوبيّة (1.3 ساعة) والصين (1.7 ساعة) وهونغ كونغ (1.8 ساعة) وهولندا (1.9 ساعة). وتستحوذ ال «سوشال ميديا» على 3 ساعات ونصف الساعة من وقت الأفراد يوميّاً في دولة الإمارات العربيّة المتحدّة، وهو الأعلى عربيّاً، وتليها المملكة العربيّة السعودية (3 ساعات). جمهور مثابر على التنقّل في منحى التنقّل، لوحظ أن نسبة الدخول إلى الانترنت عبر شبكات متنقلّة، أبرزها ال «واي- فاي» Wi- Fi وال «واي- ماكس» Wi- Max، تلامس ال40 في المئة، فيما يستعمل ثلث «سكان الانترنت» الهواتف النقالة في الدخول إلى مواقع الانترنت. ويبلغ المتوسط العالمي للدخول إلى الانترنت عبر الشبكات والأجهزة النقّالة قرابة 37 في المئة. وتسجَّل أعلى نسبة في الدخول إلى الانترنت عبر الخليوي والأجهزة النقّالة، في نيجيريا (75 في المئة)، وتتدرج تلك النسبة نزولاً في الهند (72 في المئة) وجنوب أفريقيا (66 في المئة) وإندونيسيا (68 في المئة)، فيما تسجّل دولة الإمارات العربيّة المتحدّة أعلى المعدّلات العربيّة (57 في المئة)، تليها المملكة العربيّة السعوديّة (48 في المئة)، ومصر (23 في المئة). وتهيمن الأجهزة الإلكترونيّة المتنقلّة على النفاذ إلى الانترنت في الهند التي تحتل المرتبة الثانية عالميّاً في عدد السكان، إذ تستعمل الهواتف في الوصول إلى الانترنت بنسبة 72 في المئة. وفي بلاد المهاتما غاندي، لا تستعمل أدوات الألعاب الإلكترونيّة إطلاقاً في النفاذ إلى الانترنت، فيما يستعمل الكومبيوتر المنزلي والمحمول للوصول إلى الانترنت بنسبة 27 في المئة، ويستخدم ال «تابلت» في النفاذ إلى الانترنت بنسبة 1 في المئة.