قال نائب الرئيس العراقي السابق طارق الهاشمي، تعليقاً على زيارة خادم الحرمين إلى واشنطن ولقائه الرئيس الأميركي: «تابعت باهتمام بالغ اللقاء المرتقب (أمس) بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود والرئيس الأميركي باراك أوباما في واشنطن، والأمة تترقب نتائجها أيضاً، إذ نأمل من خلاله بأن ينجح العاهل السعودي في ترشيد السياسة الأميركية في المنطقة، بما يتفق مع تطلعات شعوبها للعدل والعيش الكريم (...)، وما أسعدني أكثر هو تضمين الملف العراقي أجندة هذا اللقاء، بما يعني أن اهتمام المملكة يتجاوز الملف اليمني، الذي يوشك على الختام بنصر مؤزر للشرعية إلى ملفات ساخنة ما زالت جراحاتها مفتوحة ودماء أهلها تنزف بغزارة، وأقصد سورية والعراق، وهذا لوحده دليل قاطع يكرس حقيقة أن المملكة معنية جداً بشواغل العرب، انطلاقاً من موقعها القيادي للأمة، وهي جديرة به». وأضاف الهاشمي: «الإدارة الأميركية صرحت مراراً سواء من خلال لقاء كامب ديفيد أم زيارة وزير الخارجية جون كيري للمنطقة، بأن الاتفاق حول الملف النووي الإيراني لم يفرط في مصالح العرب، وهي فرصة ليس للاستماع، وإنما للحصول على ضمانات كافية وملموسة، لعل في مقدمها الحد من عبث إيران في أمن المنطقة واستقرارها، التي تضاعفت تهديداتها لها أخيراً، ما يوحي بأن رفع العقوبات مقصود، من أجل السماح لإيران بعد تحسن اقتصادها بالمزيد من العبث، من خلال تصدير الفوضى لدول الجوار». وزاد: «إذا تعلق الأمر بالعراق، فالذي نأمله من خادم الحرمين الشريفين هو إيصال صوت المظلومين والمحرومين في جميع أرجاء العراق، في ساحات التحرير، أو في السجون، أو معسكرات التهجير، ذلك أن العراق وصل إلى نقطة اللا عودة، وحان وقت التغيير باتجاه دولة مستدامة، تعزز الشراكة الوطنية، دولة عدالة ومؤسسات، تمثل جميع العراقيين، وتوفر لهم فرصاً متكافئة بالعيش الكريم، وهذا لن يتحقق من دون تدويل القضية العراقية، فالتحديات التي تواجههم تتجاوز إمكاناتهم». وبرر ذلك بأن «الفساد انتشر وباتت ثروة العراق منهوبة من جانب النخبة السياسية، مثلما تفاقم الظلم بالقضاء المتحيز الفاسد، وضرب الإرهاب مناطق عدة، اضطر سكانها للنزوح والهجرة، أضف إلى ذلك أن العلاقة بين إقليم كردستان والمركز سيئة، وتفتقر للثقة. ما يضيع على العراق مصادر مهمة للدخل، أما التحدي الأكبر فيتمثل في النفوذ غير المسبوق لإيران، وتدخلها الصارخ في مجالات الحياة كافة، ناهيك عن النهب المنظم لثروات العراق». وحذر الزعيم العراقي من أن «الإدارة الأميركية تمضي في مخطط غامض، وهي لا تستمع لأحد، وهذه السياسة مرفوضة، جملة وتفصيلاً، وينبغي أن يسمع الرئيس أوباما ذلك بوضوح، فالولايات المتحدة أمام مأزق أخلاقي إن لم تتدارك ما وعدت به شعب العراق عام 2003، وتطرد إيران مثلما سمحت لها بالتغول فيه»، مضيفاً: «إن الأمل كبير بأن يعود العاهل السعودي من اللقاء وقد تحققت على يديه الآمال الكبار».