يمر المواطن عادل حمدي بظروف قاهرة، فعقله مشتت بين صاحب مكتب العقار الذي يلاحقه لسداد إيجار المنزل وهو لا يملك قوت يومه، وبين امرأته التي شارفت على إنهاء الشهر الثامن من حملها وتترقب الوضع.وما زاد الحمل على حمدي أن امرأته تعاني في حملها من ظروف صحية، أجبرتها على الإقامة في السرير وعدم التحرك كثيراً حتى لا يتأثر الحمل، ما اضطره إلى تولي مهام البيت، إذ يقول: «أصبحت أماً وأباً في وقت واحد، أشرف على الأبناء وأطبخ الأكل وأعد الملابس لهم». ضعف الدخل الشهري وصعوبة الحياة المعيشية في مدينة كالرياض تضاعف الأزمة لديه، إذ لا يتجاوز راتبه (1500) ريال، «حتى لو جمعت ثلثي راتبي شهرياً لسداد قيمة الإيجار لما تمكنت من ذلك». ويقول عادل: «ظروفي صعبة جداً ولم يتبق على انتهاء مدة الإيجار إلا بضعة أيام وزوجتي حامل وأنا أقوم بعمل البيت بعد أن منعها الأطباء من الحركة، ولم أعد أستطيع النوم خوفاً من الطرد»، موضحاً بأن راتبه الشهري يبلغ 1365 ريالاً، بينما هو مطالب بدفع قيمة الإيجار البالغة 15 ألف ريال. لم يستسلم حمدي للظروف، فبدأ بالبحث عن طرق أخرى تساعده في زيادة دخله، فبدأ يوصل الناس والركاب بسيارته، إلا أن هذا الأمر سبب له مشكلة مع مرور الرياض، إذ لا تسمح أنظمة المرور بذلك. تبدو حالة البيت الذي يسكنه عادل متواضعة، إلا أن ارتفاع الأسعار لم يستثن أحداً، كما أن إشرافه على أخيه المتزوج حديثاً والذي يعاني من مرض نفسي فاقم الأمر عليه. ولا يخفي رب الأسرة المحبط بأنه تمر عليه الأيام والليالي وليس في جيبه ريالاً واحداً، لافتاً إلى أنه يشعر بالضعف والهوان عندما يحتاج أحد أبنائه إلى دواء أو ما شابه ولا يستطيع على ذلك. ويعاني أحد أبناء عادل من مرض الكبد، وشهدت حالة الابن تحسناً في الآونة الأخيرة، إلا أن ما يؤرق عادل هو عدم قدرته على رسم البسمة على شفاه أبناء يقاسون الحاجة ويصمتون أمام عجز والدهم ومرض والدتهم.