شهد المعدن الأصفر تراجعاً خلال اليومين الأخيرين في البورصات العالمية، في حين صعد الدولار في مقابل اليورو، وأرجع رئيس اللجنة الوطنية للذهب عبداللطيف النمر، صعود الذهب إلى ارتفاع الدولار، وانخفاض كل من اليورو والنفط، وتوقع أن «يتجاوز الذهب انخفاضه الذي كان متوقعاً ان يصل إلى 950 دولاراً، خلال شهر من الآن، ومن ثم يرتد صعوداً بقوة إلى 1200 دولار». واعتبر النمر في حديثه ل «الحياة» أن ما يحدث «عملية صحية، وأمر طبيعي بالنسبة لأية سلعة»، كما توقع أن «يصحح السوق، ويزيد الإقبال على شراء الذهب في الأسواق المحلية بنسبة لا تقل عن 30 في المئة»، مشيراً إلى أن تراجع «نسبة البطالة في أميركا نتيجة لتحسن الاقتصاد فيها، وهي (أميركا) على طريق التصحيح»، بعد تعليقات ايجابية من رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) بن برنانكي التي أطلقها نهاية الأسبوع. وأشار إلى أن العملة الأميركية وسعت مكاسبها بعد ان قال برنانكي إنه قد يبدأ سحب إجراءات التحفيز الاقتصادية، من خلال تقييد السيولة النقدية في النظام المصرفي. ووصف محللون تعليقاته بأنها تشير إلى أن الاقتصاد الأميركي يسير في مسار مستقر نحو الانتعاش. من ناحيته، اعتبر عضو لجنة الذهب في غرفة الشرقية، محمد الحمد أن «من الطبيعي في الأسواق أن تشهد أية سلعة ارتفاعاً متواصلاً، وأن تعود وتختبر الدعم»، لافتاً إلى «فكرة فك ارتباط الذهب بالدولار لا تزال غير واقعية». أما عضو اللجنة الوطنية للذهب عبدالهادي المحمد علي، فأوضح أن سبب انخفاض الذهب يعود إلى «ارتفاع الدولار»، وقال: «في السابق من توافر لديه اليورو يمكن أن يشتري الذهب بسعر أرخص، بيد أن ما يجري الآن خلاف ذلك»، إضافة إلى «تحسن الاقتصاد الأميركي». وتوقع استمرار تحسن الاقتصاد الأميركي، وفي المقابل يزداد انخفاض الذهب، لافتاً إلى أن «ما يحدث جاء خلاف توقعات خبراء الاقتصاد، الذين سبق وتوقعوا أن يرتفع الذهب وينخفض الدولار»، متوقعاً انتعاش السوق المحلية بنسبة 25 في المئة، وبخاصة مع قرب حلول عطلة الصيف. وقال إنه على رغم تذبذب أسعار الذهب في الآونة الأخيرة بين ارتفاع وانخفاض، إلا أن السوق ستشهد نشاطاً ملحوظاً في الفترة المقبلة مع بدء موسم الأعراس الذي يتزامن مع الإجازة الصيفية، مشيراً إلى أن الانخفاض والتذبذب في سعر الدولار له الأثر الأكبر في ارتفاع سعر الذهب عالمياً بسبب توجه المستثمرين إليه، كما أدى ضعف الاقتصاد الأميركي لزعزعة الثقة في الدولار، إضافة إلى تحكم أصحاب مناجم الذهب في كمية الذهب المعروضة في السوق، ما يؤثر في ارتفاع أو انخفاض سعره. ولفت إلى أنه على رغم الركود الذي أصاب الأسواق السعودية بسبب ارتفاع الأسعار، إلا أن تجار الذهب يعولون على الإجازة الصيفية التي تتزامن عادة مع زيادة في حركة البيع والشراء وموسم الأفراح وحفلات زواج، إضافة إلى مناسبات النجاح، التي ستعيد الانتعاش للسوق. يذكر أن السعودية تحظى بمكانة متقدمة في مجال تجارة الذهب العالمية، وان حصتها في السوق العالمية للذهب كبيرة، فبينما يبلغ متوسط الإنتاج العالمي من الذهب 1800 طن، وتبلغ الكمية المعروضة منه في حدود 2000 طن، فإن حصة المملكة من الواردات الخام تبلغ 3126 طناً أي بنسبة 1.57 في المئة من إجمالي الإنتاج العالمي للذهب، وعلى رغم انخفاض الكثافة السكانية للمملكة نسبة إلى إجمالي سكان العالم فإنها تتمتع بقوة شرائية عالية في مجال اقتناء الذهب لأغراض الزينة والاستثمار، ما جعل المجلس العالمي للذهب يعتبر السوق السعودية أكبر سوق في الشرق الأوسط.