أطلقت تركيا أمس صحافيَّين بريطانيَّين أُوقفا الأسبوع الماضي، لاتهامهما بالإرتباط بمنظمة «إرهابية»، فيما بقي مترجمهما العراقي في السجن في انتظار انتهاء التحقيق معه. وأعلن مصدر في الحكومة التركية الإفراج عن الصحافيَّين اللذين يعملان في شبكة «فايس نيوز» التلفزيونية التي تتخذ من نيويورك مقراً، بعد اعتقالهما ومترجمهما الجمعة الماضي أثناء تصويرهما اشتباكات بين قوات الأمن ومتمردي «حزب العمال الكردستاني» في مدينة دياربكر جنوب شرقي تركيا ذي الغالبية الكردية. لكن لا يُعرف هل سيُسمح لهما بمغادرة تركيا، أم أنهما مطالبان بالبقاء في انتظار محاكمتهما. وكانت محكمة في دياربكر اتهمت رسمياً الصحافيَّين البريطانيَّين جايك هانراهان وفيليب بندلبري ب»المشاركة في نشاطات إرهابية»، وأمرت بسجنهما حتى محاكمتهما. وأفادت وكالة «الاناضول» الرسمية للأنباء بأن بين التهم، التقاط الصحافيَّين صوراً لشبان مقرّبين من «الكردستاني» وهم يعدون زجاجات حارقة. لكن شبكة «فايس نيوز» اعتبرت توقيف الصحافيَّين «محاولة من الحكومة التركية لإسكات صحافيّينا»، وطالبت بإطلاقهما فوراً. كما انتقدت منظمات مدافعة عن حقوق الانسان اعتقال الصحافيَّين، منددة مع الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي بضغوط تمارسها حكومة حزب «العدالة والتنمية» على وسائل الإعلام في تركيا. إطلاق الصحافيَّين البريطانيَّين جاء بعد ساعات على إعلان السلطات مقتل أربعة شرطيين بتفجير لغم في محيط مدينة ماردين جنوب شرقي تركيا، في هجوم نُسب الى «الكردستاني». وتدور اشتباكات شبه يومية بين المتمردين وقوات الأمن التركية، منذ انهيار وقف للنار بين الجانبين في 22 تموز (يوليو) الماضي، بعد إعلان الرئيس رجب طيب أردوغان «حرباً على الارهاب»، إثر تفجير في مدينة «سوروج» الكردية أوقع عشرات القتلى وأعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عن تنفيذه.