فيما تتجه الدول الغربية الي فرض عقوبات اقتصادية جديدة علي طهران، تطالب الصين بانتهاج الخيارات السلمية والديبلوماسية في شأن الملف النووي الايراني، معتبرة ان خيار العقوبات «قد لا يخدم التعاطي مع هذه الازمة». ويبدو ان الدول الغربية نجحت الي حد بعيد في استمالة موسكو، اذ باتت المواقف الروسية اكثراً بعداً من ايران وأكثر قرباً من الغرب. ويعزو مراقبون معارضة الصين لخيار العقوبات إلي زيادة الاستثمارات الصينية في ايران، وارتفاع حجم التبادل التجاري مع دول شرق أوسطية بينها ايران. وزاد حجم التبادل التجاري بين الصين وإيران في كل المجالات، خصوصاً في مجال الطاقة، اذ تصدّر طهران الآن 448 ألف برميل نفط يومياً الى بكين. ويقول رئيس الغرفة التجارية الايرانية-الصينية المشتركة أسد الله عسكر اولادي ان حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ 29 بليون دولار، بحيث باتت بكين الشريك التجاري الاول لطهران في العالم. وتشمل الصادرات الايرانية للصين مواد أولية وتحديداً النفط الخام والجلود والحديد الخام والالومنيوم والكبريت، اذ تشكّل الصادرات الإيرانية 60 في المئة من حجم التبادل التجاري، فيما تشكّل الصادرات الصينية لإيران 40 في المئة. وتبدو الصين غير مستعدة للموافقة علي فرض عقوبات إضافية علي إيران، بناءً علي المصالح المشتركة التي تربط البلدين. وتنظر الصين الى حاجاتها للطاقة، من نفط وغاز، والذي تؤمنه إيران وسائر دول آسيا الوسطى والشرق الأوسط. وتفيد مصادر دائرة الجمارك الصينية باستيراد الصين عام 2009، 204 ملايين برميل من النفط، احتلت فيها المملكة العربية السعودية المرتبة الأولى متقدمة على إيران. وحاولت شركات صينية دخول المشاريع النفطية في ايران، بعد انسحاب الشركات الغربية، مثل مشاركتها في حقل بارس الجنوبي لانتاج الغاز الطبيعي، بديل شركة «توتال» الفرنسية. وبلغت استثمارات الشركات الصينية في مشاريع النفط والغاز في ايران 50 بليون دولار، نُفّذ منها حتى الآن نحو 35 – 40 بليوناً. وتسعى بكين الى بدء تنفيذ عقد تطوير حقل ازادكان الذي تبلغ قيمته 100 بليون دولار، وتملك شركة «نيكو» الصينية 90 في المئة منه، في مقابل 10 في المئة لشركة «اينبكس» اليابانية. ووقّعت إيران مع شركة «سينوبيك» الصينية عام 2007 عقداً بقيمة بليوني دولار، لتطوير حقل «ياداوران» الذي ينتج 20 الف برميل نفط يومياً، على ان يصل الى 85 الف برميل يومياً. ووقّعت شركة النفط الوطنية الايرانية وشركة النفط الوطنية الصينية عقداً بقيمة 7.4 بليون دولار لتطوير المرحلة الحادية عشرة من حقل بارس الجنوبي لانتاج 50 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي. ووافق البلدان على الاستثمار المشترك في حقل بارس الشمالي، من خلال عقد تصل قيمته الى 16 بليون دولار، في وقت تفاوض شركة النفط الوطنية الصينية ايران على شراء غاز مسال بقيمة 6.3 بليون دولار. كما تستورد ايران 22 مليون ليتر من البنزين من الصين يومياً.