لم يكد مواطن سعودي يختتم العزاء في وفاة جده، حتى استأنف استقبال المعزين، ولكن هذه المرة في زوجته، التي فارقت الحياة صباح أول من أمس في حادثة مرورية، تعرضت لها المركبة التي كانت تستقلها وزميلتاها في طريقهن إلى مدرستهن في قرية الصلحانية بمحافظة مهد الذهب، في رحلة طويلة تستغرق يومياً نحو 250 كيلومتراً ذهاباً. ومثلها في العودة. ندى الأحمدي (38 عاماً) خرجت من منزلها فجر الإثنين، بعد أن ودعت أطفالها الأربعة، ولم تكن تعلم أنها لن تراهم مرة أخرى، على رغم أنها كانت أوصت زوجها وأولادها الثلاثة الكبار بأصغرهم «هلا». وكأنها كانت تعلم أنها ستفارق الحياة. وأنها ستكون ضحية جديدة تضاف إلى قائمة طويلة جداً من المعلمين والمعلمات الذين فقدوا حياتهم في حوادث مرورية، توزعت على جميع أرجاء المملكة. ففي طريقها إلى مدرستها برفقة زميلتيها: منال الحربي، وسارة الحربي، تعرضت المركبة التي يقودها سائقهن إلى حادثة مرورية. وأدى المصلون في المسجد النبوي الشريف بعد صلاة العشاء أول من أمس، صلاة الميت على الفقيدة الأحمدي، قبل أن تدفن في مقابر البقيع. ولندى علاقة وثيقة ب«الفقد»، فقبل أربعة أعوام ارتحل والدها في حادثة شهيرة وقعت في قرية المسيجيد، التي تعرضت لسيول غزيرة، ونجح والد ندى في إنقاذ ثلاثة ممن تعرضوا إلى الغرق في السيول، قبل أن يعود لإنقاذ الرابع، لكنه انتقل إلى رحمة الله. وعلمت «الحياة» أن الرحلة التي أودت بحياة الفقيدة كان من المفترض أن يكون من بينها معلمة رابعة، اعتادت على قطع المشوار الطويل. إلا أنها لم تستطع أن تلتزم بالحضور في اليوم الموعود، بسبب معاناتها من عارضٍ صحي، اعتذرت بسببه عن عدم مرافقتهن. وكان المسافرون على طريق مهد الذهب - الطائف، نقلوا مصابتين من المعلمات، قبل أن تصل الفرقة الإسعافية إلى الموقع. وتنقل بقية الحالات. وقال المتحدث باسم هيئة الهلال الأحمر السعودي في منطقة المدينةالمنورة خالد السهلي: «إن عمليات الهيئة (997)، تلقت صباح يوم الإثنين، بلاغاً يفيد بوقوع حادثة تصادم لمركبة تقل ثلاث معلمات، مع أخرى على طريق مهد الذهب - الطائف. ويبعد عن المهد نحو 140 كيلومتراً».