شهدت محافظة القطيف، خلال الأسابيع الماضية، حراكاً، لمواجهة حالات الجريمة. ولقي هذا الحراك تفاعلاً من اختصاصيين اجتماعيين ونفسيين وتربويين ومعلمين، انخرطوا في هذه الأنشطة التطوعية. وتسعى لجنة «المحبة» في القطيف، إلى «حشد الجهود الأهلية لمواجهة جرائم العنف»، بحسب قول المشرف عليها ميثم آل خليف، الذي قال ل «الحياة»: «نهدف إلى تقليص معدلات الجريمة، واحتواء الشباب من مختلف فئاتهم العمرية، من خلال التعاون مع إدارات المدارس المتوسطة والثانوية، لنشر الوعي بين الطلاب والطالبات، وبخاصة بعد أن أبدى عدد من الاختصاصيات النفسيات، رغبتهن في التعاون معنا». وقام أعضاء اللجنة بجولات عدة في أحياء محافظة القطيف وقراها، «لتكوين لجان محبة». ويضيف آل خليف «عدد المنضويين في اللجنة حالياً، هو 15 عضواً، ولا يمكننا أن نرصد كل الحالات في الأحياء، وبحسب المثل القائل «أهل مكة أدرى بشعابها». لذا رأينا أن نتعاون مع ثلاثة أشخاص من كل حي، يمثلون حلقة وصل، فهم الأدرى بشباب أحيائهم، وعليهم توجيههم وإرشادهم، إن علموا أن أحد شباب الحي في طريقه للوقوع في الجريمة. وقد يحتاج البعض إلى الدعم المالي، أو الاستشارة النفسية، فنتولى التنسيق معهم في هذا المجال». وهناك الكثير من الاختصاصيين النفسيين والاجتماعيين، أبدوا استعدادهم للتعاون مع اللجنة، التي يؤكد مشرفها أنها «لقيت دعماً كبيراً من المجتمع، عندما انطلقت أنشطتها العام الماضي، تحت شعار «القطيف طاهرة». ويشير آل خليف، إلى عدد المتعاونين مع اللجنة، أنه «كبير جداً، والبعض يبدي استعداده للتطوع، خصوصاً أثناء جولاتنا في الأسواق، وتحديداً الجولة التي قمنا بها في سوق «واقف»، لرصد باعة الأفلام الإباحية، والوقوف على أسباب هذا الأمر، فمتى ما استطعنا الوقوف على سبب الجريمة، تمكنا من الحد منها، وبالتالي إيقافها». وعن آلية عملهم، قال: «نشارك في كل المهرجانات التي تقام في محافظة القطيف، ونوزع المطويات التي بدورها أن تنشر الوعي، إضافة إلى تقديم عروض «البروجتكر» والفلاشات التوعوية. كما نقوم باستضافة بعض الشبان الذين ساروا في طريق العنف، للحديث حول تجاربهم، مع تواجد الاختصاصيين النفسيين، لتقديم الاستشارة إلى من يرغب من الحضور. ورأينا تفاعلاً كبيراً من المجتمع»، مضيفاً «نسعى لزيارة قرى القطيف، فقد انتهينا للتو، من زيارة الجش، وسنتجه إلى العوامية، ومن ثم تاروت وصفوى، تليها الحلة، والجارودية. وهدفنا رفع مستوى الحس الاجتماعي بالمسؤولية، وأيضاً التفاعل الايجابي مع القضايا الملحة والحرجة». وأبان أن هناك «لقاءات بين أعضاء لجنة المحبة والاختصاصيين النفسيين، للوقوف على أسباب الظواهر المنتشرة في مجتمعنا»، داعياً المعلمين والمرشدين الطلابيين إلى «تبني دور الإرشاد، ونشر ثقافة الوعي بين الطلبة». وحول الدعم المالي، قال: «كلما كبرت وتطورت مشاريعنا وأهدافنا، احتجنا إلى الدعم المالي. وفي الحملة السابقة، كان أحد رجال الأعمال من محافظة القطيف، سمع عن اللجنة، وأعرب عن استعداده لتولي كلفة طباعة المطويات وإقامة «البنرات». كما قمنا أيضاً بتصوير فيلم قصير حول بعض جوانب العنف في القطيف. ونشارك في المعارض التي تعرض فيها النتائج، التي يسببها العنف والجريمة، ونعرض صور الضحايا الذين قضوا جراء العنف».