يبقى هاجس الحصول على وظيفة، أو فرصة عمل، حلماً يراود الشباب في شتى بلدان العالم. وتتفاوت رغبات وتطلعات الشباب نحو سوق العمل. فبعضهم يرى أن الوظيفة هي التي تحقق له الأمان المادي، بينما طموح آخرين يرتسم في تحقيق ذواتهم، من خلال انتظامهم في مجالات يميلون إليها، وتتماهى مع شخصياتهم وإمكاناتهم، أو تخصصاتهم العلمية. وكشفت دراسة سعودية صادرة حديثاً عن شركة متخصصة في توظيف السعوديات، أن 33 في المئة من الطالبات في مدينة جدة يفضلن أن يصبحن رائدات أعمال، بدلاً من أن يعملن في القطاع الحكومي أو الخاص، فيما ترغب 34 في المئة من طالبات الرياض العمل في القطاع الحكومي, في حين شكل القطاع الخاص عامل جذب ل51 في المئة من طالبات الدمام. وأوضحت الدراسة التي أعدتها شركة «Glowork»، وتتمحور حول مفهوم الطالبات لسوق العمل قبل التخرج، وشملت ثلاث مدن رئيسة في السعودية، هي: الرياض، وجدة، والدمام، أن 49 في المئة من النساء في الرياض توقعن العمل مشرفة أو مديرة عند التخرج. فيما ارتفعت النسبة في شكل ملحوظ لدى النساء في الدمام، مبديات التوقع ذاته، لكن بنسبة وصلت إلى 70 في المئة. واعتبرت 71 في المئة من النساء في الرياض أن اهتماماتهن الشخصية عامل مساعد لهن في اختيار تخصصهن في محور درس العوامل التي أثرت على المرأة في اختيار تخصصها وتعليمها. في حين تضامنت نساء جدةوالدمام، بنسبة 27 في المئة في ميولهن، على أن اختيار تخصصهن وفقاً لحاجات سوق العمل، وتبعاً للاهتمامات الشخصية بنسبة 62 في المئة. وأفادت الدراسة التي حصلت «الحياة» على نسخة منها، من خلال استبيان شمل 2000 طالبة جامعية، يدرسن في 10 جامعات سعودية، أن أربعة في المئة من نساء جدة ارتكزت إجاباتهن على أن الراتب عامل رئيس في اختيار الوظيفة. فيما اتفقت 61 في المئة من عينة نساء جدة على أهمية التطوير المهني للشركة. بينما ذكرت 33 في المئة من نساء الدمام أنهن يتبعن شغفهن عند اختيار وظيفتهن الصحيحة، وذلك وفق العنصر الذي يندرج تحت العوامل المؤثرة على الاختيارات المهنية للنساء عند اختيار الوظيفة بعد التخرج. بدوره، قال مؤسس شركة «Glowork» خالد الخضير: «إن الدراسة تبين الاختلافات بين منطقة وأخرى». وأضاف: «أؤمن بأن اختيارات المرأة لتخصصها وطبيعة عملها مرتبطة بالتعليم ونمط الحياة. كما رأينا في جدة، النساء يملن إلى أن يصبحن رائدات أعمال، أكثر من أن يعملن موظفات. وهو أمر عظيم». وعزا الخضير السبب إلى «التطبيق العملي القوي في الجامعات، الذي يساعد الطالبات في جدة». وأضاف: «مشكلة التوقعات العالية للنساء بعد التخرج، أعتقد أنها تسلط الضوء على حاجتنا لأن نطور أكثر من وظائف الدوام الجزئي، وبرامج التدريب في الجامعات للنساء، وذلك لزيادة نسبة الإدراك والفهم لتعقيدات مكان العمل».