ولّدت أمطار غزيرة هطلت على مكةالمكرمة حال استنفار في جهات أمنية وخدمية، تفاعلت مع السيول الجارفة التي ضربت مناطق عدة في العاصمة المقدسة عصر أمس بدأت في انحدار قوي في الضواحي الشرقية والجنوبية، حيث انهمرت السيول من أعالي جبال نعمان ووادي لية ومناطق الكر وامتدت لتشمل ضواحي مشعر عرفات وخصوصاً مناطق وادي المغمس والوادي الأخضر وامتد جريانها إلى منطقة المعيصم وجبل النور وشارع الحج وأجزاء كبيرة من مناطق التنعيم والنوارية، وأم الجود والكسوة. وداخل أحياء العاصمة المقدسة، استنفرت الجهات المعنية جهودها في إزالة المخاطر الناجمة عن السيول المصحوبة بهطول أمطار غزيرة رافقتها زوابع رعدية، ورياح قوية. وباشرت الجهات الأمنية والإسعافية جميع المناطق التي اجتاحتها السيول لفك الاحتجازات والاختناقات المرورية ومباشرة الحوادث التي نجمت عنها، وإجراء كامل أعمال إزالة آثار هطول الأمطار الغزيرة على مكةالمكرمة وكذلك ما شهدته أم القرى من اجتياح للسيول القوية التي غطت جميع مناطق وضواحي الجهات الجنوبية والشرقيةلمكةالمكرمة. وأوضح الناطق الإعلامي في إدارة الدفاع المدني في العاصمة المقدسة النقيب صالح العليان أن ما شهدته مكةالمكرمة مساء أمس من هطول أمطار غزيرة تسببت في جريان «سيول جارفة»، مؤكداً مباشرة منسوبي الدفاع المدني في العاصمة المقدسة وأجهزته كافة، مهمات فك الاختناقات المرورية، والاحتجازات داخل المركبات التي شلّ جريان السيول حركتها على الطرقات في مكة، وأكد تواجد «مدني مكة» في جميع المواقع التي شهدت هطولاً غزيراً للمطر، وكشف إنقاذ أكثر من 30 فرداً من المواطنين احتجزوا داخل مركباتهم في مناطق عدة في مكةالمكرمة، «غالبيتهم من العوائل والأطفال». وأكد النقيب العليان أنه لم ينتج من هطول الأمطار والسيول التي جرفت أجزاءً عدة من مكةالمكرمة، يوم أمس، تسجيل أي حالات وفاة أو إصابات بين المواطنين، «نظراً لمباشرة فرق الدفاع المدني الاحتجازات كافة على الفور وفي وقت قياسي». وأوضح أن حال الاستنفار التي أعلنت منذ أيام في «مدني مكة»، فور تلقي تحذيرات هيئة الأرصاد وحماية البيئة أسفرت عن احترافية وسرعة في التعامل مع الحالات والبلاغات التي باشرتها فرق «مدني مكة»، يوم أمس. لافتاً إلى تواصل حالة الاستنفار والتأهب خلال الأيام المقبلة، تأهباً لهطول مزيد من الأمطار وجريان السيول. إلى ذلك، أوضحت مصادر مطلعة في فرع شركة الكهرباء في مكةالمكرمة ل «الحياة» أن الأمطار الغزيرة التي هطلت يوم أمس لم تسجل أي حوادث كبيرة، وكشفت تلقي بلاغات عن وقوع التماسات كهربائية، وذكرت أن فرق الطوارئ والأعطال في شركة الكهرباء باشرت ست حوادث بسيطة للالتماسات الكهربائية لم يسفر عنها وقوع أي إصابات أو وفيات للمواطنين. وأكدت مباشرة 40 فرقة طوارئ وأعطال الأعمال الميدانية أمس، في مكة. وألمحت إلى استمرار حال التأهب والاستنفار، في ظل استمرار هطول المزيد من الأمطار خلال الأيام القليلة المقبلة. من جانبه، أوضح مدير إدارة مرور العاصمة المقدسة العقيد أحمد بن ناشي العتيبي أن عدداً كبيراً من ضباط وأفراد المرور شاركوا يوم أمس إلى جانب الجهات المعنية الأخرى في مباشرة أعمال فك الاختناقات المرورية والاحتجازات للمركبات داخل الطرق في مناطق أرجاء مكةالمكرمة كافة، مؤكداً إعلان حال استنفار كاملة تأهباً لما قد ينتج من الأمطار الغزيرة. وكشف العقيد العتيبي استمرار إغلاق الشوارع الرئيسة والفرعية في منطقة المعيصم وجبل النور لأكثر من خمس ساعات متواصلة، (التي تقع في منطقة منخفضة، تجري فيها السيول) تفادياً لأي مخاطر قد يتعرض لها المارة. وأكد عدم تسبب الأمطار التي انهمرت بغزارة على العاصمة المقدسة في أي حوادث مرورية. واضاف ان انهيارات أرضية حدثت في حي الرصيفة تعاملت معاها الجهات المعنية التي عمدت الي اغلاق الطرق المؤدية إلى الحي حرصاً على حياة المارة.