تختم واقعة الطائرة الإثيوبية المنكوبة هذه الليلة أسبوعها الثالث، ولا تزال عملية انتشال ضحايا الطائرة من قاع البحر قبالة شاطئ الناعمة جنوببيروت، مستمرة على رغم الصعوبات التقنية والنفسية التي يواجهها غطاسو الجيش اللبناني في العثور على جثث كاملة لم تتحلل بفعل المياه المالحة. وهذا الوضع دفع بعض أهالي الضحايا الى لقاء تشاوري في باحة مستشفى الرئيس رفيق الحريري الجامعي. وقال الشيخ حسين الحركة باسمهم: «لا نريد ان نوجه اي تهمة لأحد ونقدّر عمل بعض المسؤولين الذين عملوا عملاً جاداً في وقوفهم الى جانبنا، ولكن كل ما شاهدناه وسمعناه ليس مقنعاً من جهة الأخبار الأولى لفقدان الطائرة بهذه الطريقة المفاجئة. هناك علامات استفهام كثيرة، ولا نريد ان نحلل ولكن نريد ان نسمع إجابة شافية بهذا المجال». ولفت الى ان «هذه القطع الموجودة في برادات المستشفى هي قطع أولادنا وإخوتنا وأهلنا وبعد أيام طويلة هناك سؤال نريد من المعنيين الإجابة عليه، لماذا تأخر الوصول الى هذه الطائرة؟». وتلا علي عيساوي شقيق الضحية حسن عيساوي بياناً سأل فيه: - لماذا لم يسمح لذوي بطاقات الغطس والخبرة بالنزول الى المياه ومساعدة الجيش في عملية الانتشال وأيضاً لعناصر الدفاع المدني الذين شاركوا في عمليات وخصوصاً عندما اغتيل الرئيس الشهيد رفيق الحريري؟ - لماذا استعين بذوي الخبرة في انتشال الحطام الذي وجد على بحر السان جورج ولم يستعن به بالفاجعة التي أصابت الطائرة الإثيوبية؟ - من المسؤول عن «تضليل» مكان الطائرة ومن يتحمل المسؤولية؟ - نريد ان نعرف ماذا سيكون رد او تعليق الدولة على وجود الصندوق الأسود ناقصاً وما هي الإجراءات بهذا الصدد؟». وشدد على «ضرورة رفع جميع الجثامين والأشلاء كاملة من دون اي تأخير، والتحقيق في عدم التجاوب بالبحث او التفتيش عن الطائرة والجثامين في المكان الذي قال الشهود ان الطائرة سقطت فيه». وطالب بتوسيع رقعة التفتيش. وسأل عن كيفية ترجمة «الاهتمام بأهالي الضحايا، واين اللجنة التي تريد السماع والتواصل مع الأهالي؟ ولماذا لم يسمح للصحافة بالتعليق او أخذ احاديث من ذوي الضحايا او اصحاب الجهات المختصة؟». تسلم الجثامين والتشييع وكانت عملية التعرف الى رفات الضحايا الموجودة في مستشفى رفيق الحريري الجامعي الحكومي تواصلت عبر فحض الحمض النووي للتعرف الى اصحابها، وجرى امس تسليم اشلاء تعود الى الضحايا: خليل صالح، محمد بزوني والدكتور تنال فردون الى اهاليهم ليواروا الثرى في بلدتهم العباسية - قضاء صور. وفيما تمتنع عائلات اخرى عن تسلم رفات ضحاياها في انتظار ما يمكن انتشاله من البحر خصوصاً ان بعض العائلات فقدت اكثر من ضحية ولم يتم العثور إلا على إحداها. وتسلم امس وفد من القنصلية الإثيوبية خمس جثث لضحايا اثيوبيين كانت انتشلت في فترات سابقة وتعود لرجل واربعة نساء، ونقلت من المستشفى الحكومي الى مطار رفيق الحريري الدولي لإعادتها الى إثيوبيا. وشيعت بلدة العباسية ضحاياها ولفت النعوش بالعلم اللبناني والرايات السود وجابت شوارع المدينة وسط حشد جماهيري تقدمهم ممثل الرؤساء الثلاثة النائب علي خريس، وشخصيات سياسية وحزبية وقيادات امنية وعسكرية وفاعليات اجتماعية. وأقامت بلدة مزرعة الشوف صلاة الغائب عن روح الضحية فارس رشيد ذبيان (مواليد 1956) الذي نعاه الحزب «السوري القومي الاجتماعي» وبلدته، بمشاركة رسمية وشعبية كبيرة تقدمها النائب نعمة طعمة ممثلاً الرؤساء الثلاثة وممثل رئيس «اللقاء الديموقراطي» النيابي تيمور وليد جنبلاط على رأس وفد من الحزب «التقدمي الاشتراكي» وممثل عن شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز، إضافة الى الوزير غازي العريضي، والعقيد الركن جوزف عون ممثلاً وزير الدفاع الياس المر وقائد الجيش العماد جان قهوجي، ونواب وشخصيات سياسية واجتماعية وحزبية واهلية.