اتهم المتمردون في جنوب السودان القوات الحكومية اليوم (السبت)، بشن هجمات على قواتهم في شمال البلاد بعد سريان وقف إطلاق نار في إطار اتفاق سلام. ونفت الحكومة الاتهام الذي يعد الأحدث في تبادل الاتهامات بين الجانبين، منذ أن وقع الرئيس سلفا كير الاتفاق الأربعاء الماضي بهدف إنهاء صراع الذي دام 20 شهراً. ورحب مجلس الأمن أمس بالاتفاق، لكنه حذر من أنه سيظل مستعداً لفرض حظر تسليح في حال انهيار الاتفاق. وأثناء توقيعه على الاتفاق قال كير إن «المتمردين يهاجمون القوات الحكومية»، بينما وجه المتمردون اتهامات مضادة، ومنذ اندلاع القتال في كانون الأول (ديسمبر) من العام 2013، اتفق الطرفان على وقف إطلاق النار أكثر من مرة، لكن سرعان ما كان ينهار الاتفاق. وقالت قوات زعيم المتمردين رياك مشار اليوم إن «مواقعها في أدوك وهو ميناء على نهر النيل في ولاية الوحدة الغنية بالنفط، تعرضت لهجوم من قبل قوات حكومية تستقل قوارب مسلحة»، مضيفاً بأن «المتمردين تعرضوا لهجوم في ملكال بولاية أعالي النيل المنتجة للنفط أيضاً». وقال الناطق باسم الرئاسة أتني ويك أتني «هذا غير صحيح، القوات الحكومية تعمل وفقاً لتعليمات بالتزام ثكناتها وعدم إطلاق النار إلا في حالات الدفاع عن النفس»، مضيفاً أن «ميليشيا المتمردين تقف وراء أي تصرف هجومي». وتبادل الطرفان أيضاً الاتهامات في شن هجمات أمس، واندلع القتال في كانون الأول (ديسمبر) العام 2013 بعد صراع على السلطة بين كير ونائبه السابق مشار، وفتح القتال جراحاً عرقية بين قبائل «الدنكا» التي ينتمي إليها كير وقبائل «النوير» التي ينتمي إليها مشار. وحصد القتال أرواح آلاف الأشخاص وشرد أكثر من 2.2 مليون فر الكثير منهم إلى دول مجاورة. ويعتمد كثيرون في جنوب السودان البالغ عدد سكانه 11 مليون نسمة على المساعدات الغذائية.