قال وزير الإعلام في جنوب السودان أمس السبت إن القوات الحكومية ستهاجم معقلاً رئيساً للقوات المتمردة الموالية لريك مشار النائب السابق للرئيس سلفا كير إذا رفض عرض الحكومة لوقف إطلاق النار. ومدت الحكومة يدها بالسلام للمتمردين أمس الأول، الجمعة، وأعلنت أنها ستفرج عن ثمانية من بين 11 سياسياً كبيراً يُعتقَد أنهم من حلفاء مشار اعتُقِلُوا بدعوى الضلوع في محاولة الانقلاب على سلفا كير. غير أن رد فعل مشار جاء فاتراً، وقال إن أي وقف لإطلاق النار ينبغي التحقق منه وأن يُطبّق على نحوٍ سليم كي يؤخذ على محمل الجد. وقال مشار «لحين وضع آليات للمراقبة.. حين يقول طرف إن هناك وقف إطلاق نار من جانب واحد فلا سبيل لأن يثق الطرف الآخر بوجود التزام بذلك». في المقابل، قال وزير إعلام جنوب السودان، ميشيل ماكوي، إن القوات الحكومية طردت المتمردين من بلدة مايوم في ولاية الوحدة، وتستعد للتقدم نحو بنتيو على بعد 90 كلومتراً، وهي عاصمة ولاية الوحدة الخاضعة لسيطرة المتمردين. وهدد ماكوي بأن القوات الحكومية ستُخرِج مشار من بنتيو إذا لم يقبل وقف إطلاق النار. وتفجر العنف في جنوب السودان يوم 15 ديسمبر الماضي، وانتشر بسرعة وقسّم الدولة على أسس قبلية بين أبناء قبيلة النوير التي ينتمي إليها مشار وقبيلة الدنكا التي ينتمي إليها كير. وكانت القوات الموالية لمشار الذي أقاله كير في يوليو الماضي سيطرت في وقت سابق علي بور عاصمة ولاية جونقلي ونصف مدينة ملكال عاصمة ولاية أعالي النيل -وهي الولاية الرئيسة المنتجة للنفط في جنوب السودان-، وطردت القوات الحكومية المتمردين من الولايتين الأسبوع الماضي. وتخشى قوى غربية وحكومات إفريقية نشوب حرب أهلية تهدد الاستقرار الهش في المنطقة، وحاولت التوسط بين الطرفين. وأوضح ماكوي أن عرض وقف إطلاق النار قائم، وأن الحكومة بذلت قصارى جهدها لإجراء محادثات سلام تنهي القتال الدائر منذ 14 يوماً، الذي أودى بحياة أكثر من ألف شخص. وأضاف ماكوي أن الحكومة أفرجت عن سياسيين اثنين كبيرين ولكن مشار لم يفعل شيئاً.