اكدت الأمانة العامة ل «قوى 14 آذار» عشية الذكرى الخامسة لاغتيال الرئيس السابق للحكومة اللبنانية رفيق الحريري، «أن هذه الانتفاضة مستمرة حتى تحقيق أهدافها، ومستمرة بمشاركة جمهورها ومستمرة على رغم خيبات الأمل وهي كثيرة، وعلى رغم الأخطاء التي ارتكبناها، ومستمرة حفاظاً على حلمنا اللبناني الذي أبصر النور في الرابع عشر من شباط 2005». وفي مؤتمر صحافي بعد اجتماع استثنائي للأمانة العامة، ذكر النائب السابق سمير فرنجية انه «كان قبل خمس سنوات، وتحديداً في 18 شباط 2005، أعلن انطلاقة انتفاضة الاستقلال من منزل النائب وليد جنبلاط وبحضوره ومشاركته. واليوم بعد خمس سنوات، أريد ان أعلن من هنا، من مركز الأمانة العامة لقوى 14 آذار أن هذه الانتفاضة مستمرة». وقال: «حلمنا بحياة أفضل حيث العلاقة مع الآخر لا يترصدها الخوف والعنف. وهذه الانتفاضة مستمرة لئلا نرجع الى ذاك «الليل الطويل»، المسكون بكوابيس القتال الأخوي، والمحروس ب «وصاية» جاءت تعلمنا كيف نعيش معاً بسلام. مستمرة لأننا لا نريد أن يعود البلد ممسوكاً بل نريده متماسكاً». ورأى فرنجية ان «علينا أن نتحرك، كي ندفع الدولة الى النهوض بمسؤولياتها وتنفيذ ما ألزمت نفسها به من أجل حماية الوطن. لهذه الغاية فإن الحوار الوطني ضروري بالتأكيد، إنما يتوجب على رئيس الدولة، كي يوفر لهذا الحوار انطلاقة جديدة، واثقة وسليمة، أن يضع زعماء البلاد أمام مسؤولياتهم، بتذكيرهم أولا بأن امتلاك السلاح، من قبل حزب أو ميليشيا، إنما يشكل انتهاكاً للدستور، كما يناقض أحكام القرار الدولي 1701 الذي وضع حداً لحرب تموز 2006، والذي وقعت عليه جميع القوى السياسية المعنية، وبتذكيرهم ثانياً بأن الدفاع عن أرض الوطن يعود أولا وأخيراً للدولة». واضاف: «علينا أن نبادر أيضاً ونتحرك من أجل حوار حقيقي بين جميع الأطراف، بما في ذلك تلك التي تتوهم أن عنفها اليوم يختلف عن عنف المجموعات والجماعات الأخرى أثناء الحرب المشؤومة، حوار يرمي إلى وضع أسس ثابتة لميثاق العيش المشترك، استناداً إلى معنى لبنان والدروس المستفادة من التجارب المريرة، كي نطوي حقاً صفحة الحرب إلى غير رجعة. وعلينا ان نتحرك من أجل حوار وتفاعل صادقين، على قاعدة مسار التطبيع الجاري بين لبنان وسورية ومنظمة التحرير الفلسطينية، حوار وتفاعل بغية إنجاز مصالحة فعلية على قاعدة الاعتراف بالأخطاء، والتطلع إلى الأمام. كما علينا ان نبادر ونتحرك من أجل العمل على إقامة «مشرق عربي» جديد، «مشرق العيش معاً». واكد وجوب «أن نتحرك ونحض اللبنانيين المقيمين في البلدان العربية لإقناع الحكومات والرأي العام في هذه البلدان بمد يد المساعدة إلى لبنان، لأنه ههنا، في هذا ال «لبنان» يرتسم مصير العالم العربي، وفيه بدأت تتكون رؤية جديدة إلى العروبة، عروبة العيش معاً، المتخففة من أثقال الايديولوجيا التي توظف العروبة في خدمة هذه الدولة أو ذاك الحزب، العروبة المؤمنة بالتنوع والتعدد، المنتصرة لثقافة التسامح؛ وأن نتحرَّك ونحض اللبنانيين المقيمين في بلاد الانتشار، لإقناع الحكومات والرأي العام في هذه البلدان بأهمية الدور الذي يستطيع لبنان أن ينهض به - استناداً إلى تجربته التاريخية ونموذج العيش المشترك الذي يجسده - لتعزيز فكرة السلام، وتجاوز محنة «الهويات القاتلة» التي لم تعد توفر منطقة في هذا العالم». واهاب فرنجية باللبنانيين «من جميع الطوائف والمناطق الحضور الى ساحة الحرية اليوم لتوكيد تعلقهم بالحقيقة ولبنان السلام، ولمواصلة فعل المصالحة الأهلية التي أطلقوها من المكان ذاته في شباط 2005»، قائلا: «أيها اللبنانيون، أنتم الذين صنعتم الاستقلال، انتم الذين تحافظون عليه».