قللت قيادات امنية عراقية من اهمية التهديدات التي اطلقها زعيم تنظيم «القاعدة» في العراق ابو عمر البغدادي وتناولت استهداف عمليات الاقتراع، مؤكدة ان خطط حماية الانتخابات وضعت بشكل محكم فيما قال الجيش الاميركي ان عملية تأمين الانتخابات ستكون عراقية بحتة ما لم تطلب الحكومة العراقية تدخلاً اميركياً. وأوضح مسؤول الاعلام في وزارة الداخلية العميد علاء الطائي في اتصال مع «الحياة» ان «مثل تلك التهديدات لا تؤثر فينا كونها معروفة الاسباب والاهداف». وأكد ان «توقيت اطلاق مثل تلك التهديدات يحمل تأويلات كونه تزامن وقرارات اصدرتها جهات رسمية تقضي باستبعاد بعض الكيانات من المشاركة في الانتخابات النيابية». وأشار الى ان «القوات الامنية على جاهزية عالية وقادرة على تأمين مراكز الاقتراع في عموم محافظات البلاد فضلاً عن العاصمة بغداد وسبق ان طبقت هذه القوات خططاً امنية مماثلة خلال انتخابات مجالس المحافظات السنة الماضية تكللت بنجاح كبير وهي قادرة على تنفيذ المهمات التي تناط بها خلال الانتخابات المقبلة». وأضاف: «مثل هذه البيانات تدفع باتجاه تعزيز الخطط الامنية الخاصة بيوم الانتخابات من خلال تكثيف الجهود». وكان البغدادي هدّد الجمعة في رسالة مسجلة بتنفيذ هجمات خلال الانتخابات في العراق مع بدء الحملة الانتخابية، كما افاد موقع «سايت» لرصد المواقع الاسلامية. ونقل الموقع عن البغدادي ادانته للانتخابات النيابية المقررة في السابع من آذار(مارس) بوصفها «جريمة سياسية يدبرها الشيعة» كما نادى البغدادي في رسالته ب»عدم شرعية هذه الانتخابات» و»عدم مشروعية المشاركة فيها». وقال: «قررنا ان نمنع الانتخابات بكل السبل المشروعة حتى العسكرية» مشيراً الى انه استشار رجال دين وعشائر في هذا القرار. وفي سياق آخر من رسالته دعا البغدادي الفصائل المسلحة العراقية الى التوحد واقترح دفع «الدية» عن أي مطلوب من تنظيم «القاعدة». وكان الناطق باسم «عمليات بغداد» قاسم عطا أعلن قبل شهور اعتقال البغدادي داخل بغداد وعرض اعترافات لشخص اكد انه ابو عمر البغدادي ولم يتم لاحقاً عرض نتائج التحقيقات مع المتهم. وأكد مصدر في وزارة الداخلية ل»الحياة» مشترطاً عدم ذكر اسمه ان «الخطة الامنية التي وضعت بعناية تعتمد بالدرجة الاولى على المعلومة الاستخباراتية التي يؤمنها الجهاز الاستخباراتي وعناصر مجالس الاسناد التي شكلتها الحكومة عقب احداث محافظة البصرة ومدينة الصدر في اذار عام 2008 وقد اثبتت تلك العناصر كفاءتها». واضاف ان «الخطة وزعت الادوار على منتسبي الجهات الامنية والاجهزة الاستخبارية فضلاً عن مسؤولي اللجان الامنية في مجلس محافظة بغداد وبعض الوزرات حيث ستطوق المراكز الانتخابية بأطواق امنية يصعب اختراقها لا سيما ان العنصر النسوي الذي اوكلت اليه مهمات جديدة في حفظ الامن لن يقتصر وجوده عند مداخل مراكز الاقتراع فقط». ورفض المصدر الكشف عن تفاصيل اكثر، مؤكداً ان «لا يمكن الكشف عن تفاصيل الخطط الامنية التي وضعت خشية اختراقها من قبل المجموعات الارهابية وبعض المغرضين». وأكد المستشار الاعلامي للجيش الاميركي نادر سليمان ل»الحياة» ان «مشاركة القوات الاميركية في الانتخابات النيابية المقبلة ستكون مرهونه بمطالبات رسمية تتقدم بها الحكومة العراقية الى الجانب الاميركي». وقال: «وفق معلوماتنا فإن عملية تأمين الانتخابات ستكون عراقية بحتة». واستدرك: «هذا لا يعني عدم المشاركة اذا ما استدعت الحاجة الى تدخل قواتنا في تأمين بعض المراكز على وفق مخاطبات حكومية رسمية من قبل الجانب العراقي». الى ذلك اعلن اللواء محمد العسكري الناطق باسم وزارة الدفاع العراقية ان 21 مطلوباً من تنظيم «القاعدة» بينهم عدد من القادة سلموا أنفسهم طوعاً السبت بشكل جماعي. وقال لوكالة «فرانس برس»: «حضر الينا في مقر الجيش العراقي في قرية البوعيثة قضاء الشرقاط 21 مطلوباً لتنظيم القاعدة، بينهم قيادات بارزة، لا يمكن تسميتها في الوقت الراهن». وأكد ان «الخطوة جاءت بعد تحسن الوضع الامني في هذه المناطق ومخافة العناصر من الملاحقة والاعتقال». وقال: «لا يمكن ان نساوي بين الذين نعتقلهم والذين يسلمون انفسهم الى القوات الامنية العراقية، لكن القضاء يأخذ مجراه».