حذّر خبراء في المعلوماتية من ترك الأطفال فريسة للشبكة العنكبوتية بعد أن باتت جزءاً أساسياً من الحياة اليومية للناس والأعمال. ومع انتشار الإنترنت الفائقة السرعة والإنترنت عبر الخليوي، باتت تلك الشبكة أداة رئيسية للعمل والترفية والتعليم والخدمات، ما يحتم على الجميع أن يتكاتفوا لضمان استخدامها في شكل آمن ويحترم خصوصية الأفراد، عبر إجراءات تقنية وتشريعية وتنظيمية واقتصادية. ودعا هؤلاء الخبراء إلى مشاركة اجتماعية للإحساس بالخصوصية والأمان، وذلك من أجل الأجيال المقبلة، ما سيؤثر في سلوك الطفل وتوجيهه في المستقبل، ملاحظين ان الأمان والحفظ للبيانات الشخصية للطفل أمران ضروريان كي لا ينمو مشوشاً وغير قادر على حفظ الأسرار، في ظل ظواهر مثل زيادة عدد مشتركي موقع «فايسبوك» إلى 400 مليون، وسلطوا الضوء أيضاً على تطبيقات «النظام العالمي لتحديد المواقع الجغرافية» (المعروف باسمه المخصتر «جي بي أس» GPS)، مُطالبين بوضع ميثاق شرف ملزم لخدمة «جي بي أس». ودعوا الى الاهتمام بالتوعية في البيت والمدرسة بأهمية الاستخدام السليم لهذه التقنية، كي لا تستخدم في انتهاك خصوصية الإنسان. ولاحظوا أن تلك الخدمة لها مستقبل واعد مصرياً وأفريقياً، خصوصاً إذا سُمح باستخدامها عبر الإنترنت، بحيث يمكن ان تصبح رافعة لمجموعة كبيرة من الخدمات التقنية المتطوّرة. وفي هذا السياق، رأى الدكتور عمرو بدوي الرئيس التنفيذي ل «الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات»، أن دخول «جي بي أس» له أبعاد مختلفة، وان «الجهاز القومي...» يعمل على التوصّل لصيغة لدخول الخدمة إلى مصر، لأن التكنولوجيا باتت تخترق خصوصيات الإنسان، داعياً الى إيجاد ميثاق أخلاقي للدفاع عن حقوق الإنسان المعاصر وخصوصيته. وفي السياق عينه، أوضح شريف الشيخ الرئيس التنفيذى لشركة «غلوب تليكوم» أن نظام «جي بي أس» يحتاج إلى بنية تحتية لنجاحه، مشيراً إلى قرب إنجاز خريطة تفصيلية معتمدة لمصر، بفضل التعاون مع عدد من الشركات العالمية. وأوضح ان شركته تراهن على نمو سوق ال»جي بي أس» في مصر والمنطقة، موضحاً أنها وضعت استراتيجية تشمل الخرائط والتطبيقات الرقمية والأدوات الإلكترونية المناسبة لهذه التقنية. وأعلن عن أعمال تجري بمشاركة مؤسسة أردنية لعمل محتوى عربي مناسب لتقنية «جي بي أس». وأشار الشيخ إلى تأهب كثير من الشركات للإستفادة من تقنية «جي بي أس»، حال السماح بها مصرياً بالزمن المباشر عبر الإنترنت، إذ انها متاحة حاضراً خارج الوقت المباشر على الخط. ولاحظ أيضاً أن تقنية «جي بي أس» تقدّم دعماً قوياً للسياحة والمرور والنقل والتوزيع والصحة والتسويق، ما يمكن مصر من التحوّل الى نقطة ارتكاز لهذه الأنواع من الخدمات التقنية المتقدمة.