تسببت الأزمة السورية في لجوء أعداد كبيرة من الناس إلى دول الجوار، خصوصاً الأردنولبنانوتركيا، لتتعدى حصيلة اللاجئين السوريين أكثر من أربعة ملايين شخص حول العالم. ونقلت «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي) في موقعها الإلكتروني عن «المفوضية السامية لشوون اللاجئين»، قولها إن أكثر من أربعة ملايين لاجئ سوري هربوا إلى دول الجوار، منهم 1.7 مليون في تركيا، و1.1 مليون في لبنان، و628 ألفاً في الاردن، إضافة إلى 299 ألفاً في العراق، و134 ألفاً في مصر. ولا تنتهي معاناة اللاجئ السوري عند وصوله إلى البلد الذي لجأ إليه، إذ تفرض بعض الدول شروطاً صعبة التنفيذ قبل منحه تأشيرة للدخول أو تصريحاً للإقامة، مثل لبنان الذي يشترط على اللاجئ إيجاد كفيل لبناني او تقديم عقد استئجار منزل. وفي الاردن، اتهمت المنظمات الحقوقية السلطات بعدم استقبالها اللاجئين الجدد، وفرض قيود صارمة على المعابر الحدودية غير الرسمية في المنطقة الشرقية، ما أدى إلى عزل مئات السوريين في مناطق صحراوية داخل الاردن. وطالبت «المفوضية السامية» المجتمع الدولي باستيعاب المزيد من اللاجئين السوريين، بينما حضّت «منظمة العفو الدولية» على إعادة توطين ما لا يقل عن خمسة في المئة، مع نهاية العامين الحالي والمقبل. وفي سياق متصل، أوضحت «المفوضيه العليا»، بحسب ما أفاد به «مركز أنباء الأممالمتحدة»، أن عدد طالبي اللجوء قد يصل إلى 700 ألف شخص بحلول نهاية العام الحالي، وأكثرهم سوريون وعراقيون وأفغان واريتريون، نظراً لازدياد الحروب والصراعات في تلك المناطق. ولا تتحمل دول العالم عبء استقبال اللاجئين بالتساوي، إذ تلقت ألمانيا والولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وتركيا وإيطاليا ثلث أعداد طلبات اللجوء، مقارنة بأستراليا والمجر وبولندا اللذين تلقوا أعداداً أقل. يُذكر أن «المفوضية العليا» تخصص 20 حزيران (يونيو) من كل عام يوماً ل«اللاجئ العالمي»، وتستعرض فيه أهم القضايا والمشاكل التي يواجهها اللاجئون وسبل تقديم العون لهم.