قُتل خمسة أشخاص على الأقل خلال عملية شنتها قوات عراقية - أميركية ضد «كتائب حزب الله» قرب الحدود العراقية - الإيرانية. وأفادت مصادر أمنية وأخرى صحية أن ستة عراقيين، بينهم إمراة وطفل، قتلوا، وأصيب العشرات بثلاثة تفجيرات متزامنة على الطريق بين الكوفة والنجف. وفيما انطلقت الحملة الدعائية للانتخابات رسمياً أمس، أكد النائبان صالح المطلك وظافر العاني، أن قرار استبعادهما من خوضها «اتخذ في طهران». وأوضح الجيش الأميركي في بيان أن «خمسة إرهابيين ينتمون الى كتائب حزب الله، قُتلوا وأُصيب 22 واعتُقلوا بعد تبادل النار عند قريتين تقعان على بعد 245 كيلومتراً جنوب شرقي بغداد، قرب الحدود مع إيران». وأضاف أن «القوات ردت على نار استهدفها عند تنفيذها عملية ملاحقة خلية مدعومة من ايران، تهرّب صواريخ وأسلحة. خلال تفتيش منطقة علي الغربي، عثرت على مخبأ للأسلحة» هناك. واتهم البيان «كتائب حزب الله» بالوقوف وراء الهجمات الصاروخية التي تستهدف قوات الأمن، وتؤدي الى مقتل مدنيين. يذكر أن وزارة الخارجية الأميركية تتهم جماعة «كتائب حزب الله» بأنها على صلة ب «حزب الله» اللبناني الذي تدرجه على قائمتها ل «المنظمات الارهابية». إلى ذلك، قال محافظ ميسان محمد شياع السوداني لقناة «العراقية» الحكومية إن ثمانية أشخاص «معظمهم من الأبرياء» قُتلوا في الاشتباكات، فيما أُصيب شخص واعتُقل 12. واعتبر ما حدث «مجزرة بكل معنى الكلمة». وأضاف أن مجلس محافظة ميسان طالب بتعويضات مالية لذوي الضحايا وبإطلاق جميع المعتقلين واعتذار. وأفادت الحكومة المحلية أن قرية «الدويجات» في ناحية علي الغربي «تعرضت فجر اليوم (أمس) لهجوم شنه الجيش الأميركي تدعمه المروحيات». وقال ميثم لفتة عضو لجنة الأمن والدفاع في مجلس المحافظة في تصريح صحافي إن «هذه العملية أدت الى مقتل عشرة مواطنين، بينهم سبعة من عائلة واحدة بينهم طفل وامرأة». وأضاف أن «القوات الأميركية اعتقلت أيضاً 18 شخصاً من أهالي القرية». وفيما أشار لفتة الى أن أسباب الحادث ودوافعه «ما زالت مجهولة لدينا»، أكد محمد الزبيدي، أحد سكان القرية في اتصال مع «الحياة»، أن «عملية فجر اليوم (أمس) لم تكن الأولى التي تتعرض لها القرية خلال الشهر الجاري». وأضاف أن «قوات الاحتلال دهمت قبل أيام منازلنا واعتقلت عدداً من الشبان. وبسبب عدم استجابة المحافظة لشكوانا وإطلاق معتقلينا، قررنا الدفاع عن أنفسنا إذا عاودت تلك القوات الكرة. وفعلاً، بعد منتصف الليل، طوقت قوات أميركية القرية وحاولت الدخول، فتصدينا لها، فاستنجدت بالطائرات المروحية التي دمرت أكثر من ثلاثة منازل وقتلت عائلة بأكملها». ونفى أن تكون مع القوات الأميركية أي قوة عراقية». من جهته، اعتبر «الائتلاف الوطني» العملية «خرقاً للاتفاق الأمني المبرم مع الأميركيين نهاية عام 2008». وأشار العضو في «الائتلاف» انتفاض قنبر في تصريح الى «الحياة» الى أن «الاتفاق يلزم الجيش الأميركي بإعلام الجانب العراقي وإشراكه في أي عملية عسكرية. وما جرى فجر اليوم (أمس) خرق واضح وصريح». على صعيد آخر، أطلق حوالى 6100 مرشح للانتخابات التي ستجرى في 7 آذار (مارس) المقبل حملاتهم الدعائية، فيما تفاقمت ازمة المستبعدين منها لشمولهم بإجراءات «اجتثاث البعث»، وسرب بعض الأوساط معلومات عن رفض هيئة التمييز طعون 149 مرشحاً من أصل 177. واعتبر المطلك والعاني وهما أبرز المرشحين المستبعدين هذه المعلومات التي تؤكد الاستمرار في استبعادهما تمثل «رصاصة الرحمة على شرعية الانتخابات»، واتهما ايران بمحاولة إقصاء المعارضين لنفوذها في العراق، بالإشارة الى تصريحات تؤيد عمليات الاجتثاث أطلقها الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد خلال احتفالات الثورة الخميس الماضي. وقال المطلك ل «الحياة» ان قرارات الحظر «صدرت في طهران وطبقها على عراقيين»، فيما قال العاني ان «احمد الجلبي وموفق الربيعي كانا خلال الأيام الماضية في ايران وقرار هيئة التمييز، اذا كان صحيحاً، يعني ان التعليمات الإيرانية باستبعادنا وصلت الى الحكومة العراقية». وأكدت الناطقة باسم «القائمة العراقية» التي يتزعمها رئيس الوزراء السابق إياد علاوي ميسون الدملوجي عدم تسلم القائمة التي تضم العدد الأكبر من المحظورين «إخطاراً رسمياً بقرارات هيئة التمييز»، مطالبة ب «التوسع في تطبيق المادة السابعة من الدستور لتشمل اجتثاث مروجي العنصرية والطائفية فهذه المادة التي استندت اليها إجراءات الاجتثاث لا تنص على إبعاد البعثيين وحدهم». وكانت «قناة العراقية» الرسمية ومسؤولون في «هيئة المساءلة والعدالة» أكدوا أن 28 مرشحاً من بين 177 تم قبول طعونهم وليس بينهم المطلك والعاني.