بات في وسع الكلاب مساعدة البشر في مكافحة سرطان البروستات، بعدما وافقت الهيئة القومية البريطانية للصحة أخيراً، على الاستعانة بالكلاب التي تملك القدرة الخارقة على شمّ الخلايا السرطانية. وتأمل الهيئة بأن تصبح الاستعانة بهذه الكلاب البديل، عقب الاستغناء عن اختبار الأنتيجين المعروف لكشف سرطان البروستات، والذي يفتقر إلى الدقة. وطالما عرف أن حاسة الشم القوية لدى الكلاب، تمكّنها من رصد الروائح المرتبطة بعدد كبير من أنواع الخلايا السرطانية التي تنبعث منها جزيئات متطايرة لمواد عضوية موجودة في الخلايا الخبيثة. وقالت كلير جيست التي شاركت في تأسيس الجمعية الخيرية للكلاب، المتخصّصة في رصد الأورام: «تتميز الكلاب بهذه الحاسة المذهلة، ولديها 300 مليون من المستقبلات الحسّية، في حين يملك البشر خمسة ملايين فقط. لذا، تتميز الكلاب بقدرتها الخارقة على التعرف إلى الروائح. وما نعرفه الآن، هو أن الخلايا السرطانية التي تنقسم في صورة شاذة، تنبعث منها مركبات عضوية متطايرة يمكن شمّها وهي مرتبطة بالخلايا الخبيثة، وفي وسع هذه الكلاب أن تتعرف إلى هذه الروائح من خلال البول وهواء الزفير». وأضافت أنه من المعروف تاريخياً، قدرة الكلاب على الإحساس بالتغيرات الكيماوية الحيوية، لكن الطبّ الحديث أغفل هذه الخاصية، لافتة إلى أن «ما تصنعه الكلاب هو إعادة اكتشاف طريقة التشخيص القديمة». وتقول الجمعية أن الكلاب تجتاز دورات تدريبية تستمر ستة أشهر، تتقن بعدها شمّ الخلايا الخبيثة في البول، ويظهر ذلك جلياً عندما تقف الكلاب إلى جانب العيّنة أو تنبح أو تلعق زجاجة العيّنة. وأوضحت جيست أن آمالاً كبيرة تراود العلماء بأن تقود بحوثهم الى ابتكار أنف إلكتروني يضاهي قدرات الكلاب.