بعد تجربة أولى لم يحالفها الحظ عاد الممثل المصري أحمد بدير إلى الخرطوم مرة أخرى لتقديم عرض مسرحي سوداني مصري، على غرار تجربته في الكويت أواخر التسعينات عندما شارك في مسرحية «عيلة عشرة نجوم» من إخراج الكويتي صالح الحمر، لكن في مسرحية «داير شنو» يخوض بدير التجربة مخرجاً ويجمع فيها من السودان فرقة «تيراب» التي عُرفت بتقديم الإسكتشات القصيرة والنكات، إضافة إلى الممثلتين إخلاص نور الدين وهند راشد فيما اختار من مصر نهلة سلامة، علاء مرسي، فتوح أحمد، ومؤلف النص صلاح عربي. وأوضح بدير في مؤتمر صحافي ان العمل الذي يُقدم بالعاميتين السودانية والمصرية يهدف الى ترسيخ أسباب الوحدة في السودان ونبذ الخلافات بين أطيافه الاثنية والدينية، مشيراً إلى ان الوحدة تعزز وتحمي خيرات البلد. كما أعرب عن ثقته في نجاح المسرحية بطابعها الكوميدي، خصوصاً مع مشاركة فرقة «تيراب». وأكد بدير ان محبته للشعب السوداني هي دافعه للمشاركة في العمل نافياً ان يكون مسعاه الربح المادي، موضحاً ان حظوظه في القاهرة أكبر بكثير. وأوضحت الممثلة إخلاص نور الدين انها تشارك في العمل لتعرف الطريقة المصرية في المسرح والمسرح الكوميدي تحديداً، «إذ لطالما حظيت الأعمال المصرية بإعجاب الجمهور ليس في مصر فحسب، انما في كل البلاد العربية. والعمل مع فنان بحجم أحمد بدير يعد إضافة كبيرة لمسيرتي الفنية». وعما يميز المسرحية تقول: «مزج العمل للثقافتين السودانية والمصرية أضفى مسحة جميلة ستعجب الجمهور السوداني... كما انه يتناول قضية مهمة». المسرحية التي جرى إعدادها في القاهرة تبدأ عروضها في الخرطوم منتصف الشهر الجاري، بعدما تأجلت أكثر من مرة متزامنة مع بدء الحملات الدعائية للانتخابات التي يتوقع ان تشهد عروضاً فنية كثيفة، إما لخدمة برامج المنتخبين أو تخفيفاً لأجواء التوتر وسط الناخبين. وشهدت العلاقات الفنية بين السودان ومصر تطوراً ملحوظاً أخيراً، إذ أُنتج الكثير من الأعمال الدرامية المشتركة، غالبيتها برأسمال سوداني وخبرة مصرية.