وضعت المعارك بين الجيش اليمني والمتمردين بقيادة عبدالملك الحوثي في شمال غرب اليمن أوزارها امس مع إعلان مصدر في وزارة الدفاع اليمنية ان الرئيس علي عبدالله صالح أمر بوقف العمليات العسكرية ضد «الحوثيين» ايذاناً بانتهاء الحرب التي سقط فيها آلاف الضحايا من الطرفين وأسفرت عن خسائر مادية فادحة وأدت الى نزوح كبير للمدنيين في المنطقة. وجاء الاعلان عن وقف العمليات في ختام اجتماع ترأسه صالح للجنة وطنية شكلها من اعضاء في مجلسي النواب والشورى. وقال نص القرار انه «بناء على رسالة عبد الملك الحوثي التي اعلن فيها التزامه بالنقاط الست المعلنة من اللجنة الامنية العليا كشرط لوقف العمليات في المنطقة الشمالية الغربية والشريط الحدودي مع المملكة العربية السعودية الشقيقة، وكذلك موافقته على الآلية التنفيذية لتلك النقاط واوالمسلمة اليه، قررنا ايقاف العمليات العسكرية اعتبارا من منتصف ليل الخميس - الجمعة، بما من شأنه احلال السلام وحقن الدماء في المنطقة وعودة النازحين واعادة اعمار ما خلفته فتنة التمرد وتحقيق المصلحة الوطنية العليا». وشدد القرار على ان «وقف العمليات العسكرية مرهون بالتزام الحوثي واتباعه بالنقاط الست وآليتها التنفيذية المشار اليها على ارض الواقع». واسفر الاجتماع عن تشكيل اربع لجان هي لجنة محور سفيان والجوف ولجنة محور الملاحيظ ولجنة محور صعدة ولجنة الشريط الحدود مع المملكة السعودية، لتتولى الاشراف على تنفيذ النقاط الست. وقال مصادر مطلعة على تفاصيل الاتفاق ل «الحياة» ان صالح وافق على اطلاق الموقوفين «الحوثيين» وعلى اشراك ممثلين عن التمرد في جميع اللجان الميدانية، وأكد التزام الحكومة عدم الانتقاص من حقوق أتباع الحوثي القانونية والدستورية. واوضحت المصادر انه سيكون للحوثيين دور في اعادة ترتيب اوضاع محافظة صعدة في مرحلة ما بعد الحرب، بعدما كانت المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين اصطدمت برغبة «الحوثيين» في مشاركة مؤسسات الدولة الأمنية والمدنية مهماتها بشكل واسع. وأكدت ان الرئيس أبدى مرونة إزاء مطلب الحوثي إشراك ممثلين عن حركة التمرد في اللجان الميدانية لكنه رفض بشكل قاطع المساومة على دور مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية والأمنية ومسؤولياتها في تنفيذ شروط وقف الحرب وتأمين فتح الطرقات وانتشار قوات الأمن والجيش في جميع المناطق لإعادة تأمين الطرق وإيصال المعونات للنازحين وتمكين اللجان الميدانية من إنجاز مهماتها في فترة زمنية محددة. وعين صالح في اللجنة الوطنية نواب وقيادات شوروية من احزاب المعارضة المنضوية في اطار «اللقاء المشترك»، للإشراف على تنفيذ الشروط الست التي وضعتها الحكومة لوقف القتال، مستجيباً بذلك جزئياً لمطلب الحوثي الذين كان يرغب في ان تكون المعارضة الضامن لالتزام الطرفين تنفيذ الاتفاق. وكانت معارك اخيرة وقعت الاربعاء والخميس بين وحدات الجيش وعناصر التمرد في محاور صعدة والملاحيظ وحرف سفيان أسفرت عن مقتل وجرح العشرات من الطرفين. وأشارت مصادر متطابقة في صعدة وحرف سفيان الى مقتل 12 جندياً و24 متمرداً في اشتباكات عنيفة على محوري صعدة وضواحيها وحرف سفيان، بالإضافة إلى مقتل 3 جنود من قوات الجيش و 9 «حوثيين» وجرح آخرين في اشتباكات منفصلة على محور الملاحيظ ومناطق محاذية للحدود السعودية. وقالت المصادر ان سلاح الطيران اليمني نفذ ضربات موجعة على مواقع الحوثيين وتحصيناتهم ومخازنهم، فيما دارت معارك عنيفة في منطقة آل عقاب مساء الأربعاء أثناء تصدي وحدات الجيش لمتسللين من عناصر التمرد حاولوا مهاجمة المواقع العسكرية على التلال المحيطة بالمنطقة. إلى ذلك قال مصدر رسمي في وزارة الإدارة المحلية اليمنية ان رئيس الجمهورية قرر تعيين طه هاجر محافظاً جديداً لمحافظة صعدة بعد استقالة المحافظ السابق حسن مناع وتعذر إجراء انتخابات بسبب الظروف الاستثنائية في المنطقة.