بداية ما شد انتباهي في إذاعة القرآن الكريم قبل أيام سؤال من أحد المستمعين لأحد الشيوخ... كان السؤال كالآتي: «يا شيخ ابنتي تبي جوال، ايش رأيك أعطيها أم لا؟... كان السؤال هو الجزء الأول، لكن ما شدني كان جواب الشيخ، وبكل أمانة كان جوابه رائعاً جداً، أعجبني، وكان في محله، وهو «اعطها قبل ان يُعطى لها ولكن ضمن ضوابط وأحكام ومراقبة»، وهنا أصبح الجزء الثاني. نعود للجزء الأول وهو السؤال، مع شدة احترامي، أعتقد بأننا الآن في زمن تجاوزنا فيه مرحلة «اعطيها أو لا تعطيها»، طبعاً أنا لا استهزئ من السائل، ولكن اصبحنا الآن ولله الحمد اكثر انفتاحية ووعياً من ذي قبل، وقد تجاوزنا هذه المرحلة. الى متى نحن نعامل بناتنا على أنهم مستعمرات (خادمات)، وأصبحنا ايضاً الآن نعي ونعرف ما أهمية الجوال في زمننا هذا. أنا لا أدعي بأننا لا نستطيع العيش من دونه، لكن هذه ولله الحمد نعمة الله ويجب ان نستخدمها مثلما تفضل فضيلة الشيخ، ضمن إجابته عن السائل، «بضوابط واحكام وعقلانية». نعود للفتاة و«الجوال»، ما الذي يمنع ان تملك الفتاة جوالاً وتستخدمه في ما يرضي الله؟ طبعاً قبل كل شيء أنا لا اطالب بحرية المرأة، مثل ما قيل لي، ولكني اطالب بالحفاظ على أعراضنا وتربيتهم التربية السليمة والصحيحة ضمن الشريعة، إذ يجب مراعاتهن، لأن الفتاة هي القلب النابض للبيت، وهذه حقيقة لا يعرفها إلا من لديه فتاة، لا أحب أن أطيل اكثر من هكذا في هذه الجزئية لكي اتيح الفرصة للجزئية الأخرى، ألا وهي جواب فضيلة الشيخ. فعلاً كان جواب الشيخ في محله، فمن الطبيعي إذا أردت شيئاً فإنك تبحث عنه في كل مكان إلى أن تجده، أي إذا أنت لم تعطِ الفتاة الجوال او الشيء الذي تبحث عنه عندك، فمن الطبيعي البحث عنه في مكان آخر «الذئاب البشرية»، فسوف تصبح للأسف نقطة ضعف يسهل استغلالها، فلهذا يجب إعطاؤها ضمن ضوابط، وهي ان تكون تحت المراقبة منك ومن والدتها للحفاظ على الخصوصية، وألا تكون مثل الذي «يا اما حركة ولا بركة»، أي لا تعطيها وتتركها تسرح وتمرح بلا حسيب ولا رقيب على حريتها، ولا ايضاً «تحجر لها تمسك بها من رقبتها»، يجب ان تمسك العصا من الوسط، تتركها على حريتها وفي الوقت نفسه تحت الرقابة، وتوضح لها مدى خوفك واهتمامك عليها وليس كرهك لها... فبناتنا أعراضنا. [email protected]