صدر كتاب جديد بعنوان «غوايات القص» (دار أوراق للنشر والتوزيع)، يتضمن قصصاً لعدد من كتّاب القصة من السودان والمغرب والعراق وفلسطين ومصر وسوريا والأردن. ويأتي الكتاب ضمن مشروع تشرف عليه الكاتبة بدور التركي، وله هيئة تحرير تضم عز الدين ميرغني، بله محمد الفاضل، النور أحمد علي، هالة عثمان، نصار الصادق الحاج، ويونس عطاري. عز الدين ميرغني كتب في مقدمة الكتاب: هذه النصوص، هي لكتّاب من مختلف الأمكنة والأركان العربية، تجمعهم اللغة الواحدة، والثقافة المشتركة، على رغم أن لكل كاتب من هؤلاء خصوصيته، ومميزاته الأسلوبية، وطرائق تفكيره المختلفة، بل إنها قد قوضت كل دعوة تنادي بالقطرية الثقافية المختلفة. لقد أثبتت هذه النصوص والكتابات، المختلفة في أمكنتها، وأعمار كتّابها، والتكوين المعرفي لهم، أن اللغة العربية، هي لغة تجريب وتجديد، وهي مواكبة لتحتوي ولتعبر عن خلجات النفس وإحساساتها العميقة... وسترى في هذه اللوحة الكبيرة المتعددة الألوان، أن هذا التعدد هو الذي يحدد تداعيات الظلال، ويثري وينوع الدواخل والوجدان. فنشر مثل هذه النصوص، يسهم إسهاماً كبيراً في إلغاء الحواجز والقيود، ويجعل المتلقي يتنفس الثقافة بحرية وبجرأة، فرائحة الوردة أقوى من أنف كل رقيب. في حين كتبت المشرفة على المشروع بدور التركي: مقصدنا من هذا المشروع الثقافي الفكري أن يتسع ليشمل كل ما هو متنوع الرؤى، نجتهد فيه مسلكاً وتطبيقاً، فنقدم عملاً فكرياً وثقافياً نطمح بأن يكون متكاملاً في فهمه، لتصبح مؤسستنا التي هي طور التكوين مساهمة فاعلة في نشر الإبداع وتشجيع الأقلام الموهوبة من دون أي قيود أو شروط إلا من سمات ثابتة، هي لغة الفكر المستنير واستكشاف أبدية اللغة. وأقصد باللغة هنا هموم الإنسان وطموحه المتجدد، الذي يتحقق من خلال اللغة في أغلب الأحيان. فليطلق الشعراء، القصاصون، والفلاسفة والكتّاب كلمتهم ويحررونها لتسبح في خيال المتلقي حتى يتفاعل معها من خلال المشاعر الداخلية والحاجات الخارجية التي يستدعيها النص. هي دعوة نطلقها ونتمنى أن تجد صداها عند من يؤمن بأن للكلمة قوة تفوق الأسلحة.