أكد الجيش اللبناني مواصلة غطاسيه البحث عن ضحايا الطائرة الأثيوبية المنكوبة وأن السفينة الأميركية «يو إس إن إس غرابل» واصلت بحثها عن الصندوق الأسود الثاني للطائرة في عمق البحر. وفيما أكد وزير الصحة محمد جواد خليفة تحديد هوية أشلاء تعود لأربعة من ضحايا الطائرة، 3 أثيوبيين بينهم قائدها، ولبناني هو حسين يوسف الحاج علي، علمت «الحياة» أن الأعضاء اللبنانيين في لجنة التحقيق اللبنانية - الدولية الذين رافقوا الصندوق الأسود الذي تم انتشاله الأحد الماضي، الى باريس، عادوا أمس من العاصمة الفرنسية حاملين تقريراً عن التحليل الأولي لما تضمنه الصندوق من بيانات ومكالمات قبل سقوط الطائرة، وأطلعوا المسؤولين اللبنانيين عبر وزير النقل والأشغال غازي العريضي على النتائج الأولية التي حصلوا عليها، مؤكدين مواصلة مكتب التحقيق الفرنسي تفحصه للصندوق وما تضمنه من وقائع. وبينما نسبت وكالة «رويترز» الى «مصدر على دراية في التحقيق» قوله إن «خطأ الطيار هو سبب تحطم الطائرة»، وأن فريق التحقيق «توصل الى نتيجة مبدئية بناء على المعلومات المأخوذة من الصندوق الأسود»، قالت مصادر رسمية معنية تعليقاً على ذلك ل «الحياة» إن «في هذا الكلام الكثير من التسرّع، لأن التحقيق لم يستكمل بعد». وعلمت «الحياة» أن العريضي اجتمع مساء أمس الى رئيس الحكومة سعد الحريري للتداول في آخر المعطيات حول قضية الطائرة المنكوبة، وأن الحريري دعا الى اجتماع برئاسته ظهر اليوم لخلية العمل الوزارية - الأمنية - القضائية - الفنية التي تتولى متابعة عمليات البحث والتحقيق في الملف. ويرجح أن يتحدث العريضي الى الصحافة حول آخر المعطيات التي لديه في هذا الشأن، بعد الاجتماع الذي سيطلع خلاله المسؤولون على هذه المعطيات ليقرروا بناء عليها الخطوات اللاحقة التي ستقوم بها الدولة اللبنانية بالتنسيق مع الجهات الخارجية التي تتولى مساعدتها في عمليات البحث والتحقيق. وعلى الصعيد السياسي ترقبت الأوساط الإعلامية ردود الفعل، لا سيما السورية على الحديث الذي أدلى به رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط أمس الى صحيفة «السفير» وأوضح فيه أنه لم يطالب بغزو سورية «وأتمنى أن يمحو توضيحي الإساءة الى الشعب السوري، والقيادة السورية»، خصوصاً أن معلومات كانت سُرّبت تفيد بأن دمشق تتوقع من جنبلاط نوعاً من الاعتذار عن تصريحات نُسبت إليه في مرحلة تصاعد الخلاف معها، قبل أن تتم استعادة العلاقة بينه وبين القيادة السورية في ظل المصالحات التي تجرى عربياً وبين فرقاء لبنانيين وسورية. وإذ نفت مصادر مقربة من جنبلاط أن يكون الجانب السوري طلب اعتذاراً منه، أكدت أن ما قاله بالأمس كان من أجل السير قدماً في تصحيح العلاقة بينه وبين دمشق. وذكرت المصادر أن من يتولى التواصل بينه وبين دمشق في هذا الصدد هو الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصرالله، مع حرص من الجانب السوري على أن يكون رئيس «الحزب الديموقراطي» النائب طلال أرسلان في صورة هذا التواصل ومشاركاً فيه أيضاً. ونفت المصادر أن يكون تحدد موعد لجنبلاط كي يزور دمشق كما ذكرت وسائل إعلامية قبل إحياء ذكرى اغتيال الرئيس الراحل رفيق الحريري في 14 شباط (فبراير) أي يوم الأحد المقبل. وأكدت مصادر جنبلاط أن لا صحة لكل المواعيد التي تُضرب في الإعلام عن زيارة جنبلاط سورية. وكان رئيس البرلمان نبيه بري، أبلغ جنبلاط أول من أمس عبر النائب علي حسن خليل، أنه تناول في محادثاته مع الرئيس السوري بشار الأسد، الأحد الماضي، العلاقة بين دمشق ورئيس «التقدمي» وأنه نصح بتسريع تصحيحها ومعالجتها... وأوضحت المصادر أن بري طرح الأمر في دمشق من باب حرصه على تطبيع العلاقة بينها وبين جنبلاط ولم ينقل أي رسالة في هذا الخصوص. من جهة ثانية توقعت مصادر جنبلاط أن يُعقد لقاء بينه وبين الرئيس الحريري خلال الساعات المقبلة للبحث في عدد من القضايا التي برزت في شأنها خلافات في المرحلة الماضية ولتأكيد استمرار تحالفهما والبحث في إحياء ذكرى 14 شباط، التي كان جنبلاط شدد على أن لا أحد يمكنه المزايدة عليه في شأنها في حين لم يعلن بعد صيغة مشاركته وحزبه فيها. وكان الحريري وجنبلاط اتفقا حين التقيا أول من أمس في العشاء الذي أقامه رئيس الجمهورية ميشال سليمان على شرف ملك إسبانيا خوان كارلوس في القصر الرئاسي، على أن حادث التلاسن الذي وقع بين نواب من «تيار المستقبل» وأنصاره وبين الصيادين ومناصريهم من «الحزب الاشتراكي» لم يكن له لزوم ويقع خارج سياق العلاقة التحالفية بين الجانبين. وكان وزير الخارجية الإسباني الذي يرافق الملك خوان كارلوس، ميغيل انخيل موراتينوس التقى أمس الحريري وجنبلاط ونظيره علي الشامي وتركزت المحادثات على الجهود لإحياء عملية السلام في المنطقة. من جهة ثانية احتفل في لبنان، وفي سورية أمس، بشفيع الطائفة المارونية مار مارون، وترأس البطريرك الماروني قداساً للمناسبة في بيروت حضره الرؤساء سليمان وبري والحريري وعدد كبير من الوزراء والنواب والسياسيين والديبلوماسيين. وأكد صفير أن الكنيسة «تشهد للعيش المشترك الودود بين المسيحيين والمسلمين، لا سيما على أرض لبنان الحبيب». وللمرة الأولى في تاريخ الاحتفالات في عيد مار مارون أقيم احتفال في بلدة براد قرب مدينة حلب السورية حيث مدفن القديس مارون، حضره قادة مسيحيون من المعارضة يتقدمهم زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون، الرئيس السابق إميل لحود والنائب سليمان فرنجية وعدد من النواب. وألقى عون كلمة أشار فيها الى أن «في وجودنا أمام ضريح مار مارون واحتفالنا بذكرى القرن 16 لوفاته يتخطى لقاؤنا آنيته». ووجه «أسمى درجات التقدير للرئيس الأسد وللشعب السوري أسمى صداقتنا ومحبتنا».