لا تزال مشكلة النفايات كرة نار يتقاذفها الجميع من دون استثناء في لبنان ولا تجد طريقها إلى الحل، حتى أن التأفف الشعبي من النفايات لا يعني بالضرورة القبول بحلول إذا ما لامست المناطق على شكل مطمر أو مكب، في وقت بلغت النقمة الشعبية من تفاقم انقطاع التيار الكهربائي ذروتها في ظل اشتداد الطقس الحار المشبع بالرطوبة. وكان حريق نشب أمس، في مرآب للسيارات في منطقة المكلس بعد إقدام مجهولين على حرق نفايات في بورة ملاصقة، ما أدى إلى اشتعال قارب مركون وسيارة. وتمكن أشخاص من سحب بقية السيارات قبل امتداد النار إليها. وارتفعت أمس، الصرخة في طرابلس والشمال عموماً، فرأى الرئيس السابق للحكومة نجيب ميقاتي «أن أحداً في السلطة التنفيذية لا يهتم بشؤون الوطن ولا سيما طرابلس والشمال وأهلهما، بدءاً بواقع التيار الكهربائي المعيب، إلى النفايات التي ترسل بالشاحنات تحت جنح الظلام لترمى في بساتين المدينة وحقولها وجوارها، كأنه كتب على طرابلس ان تبقى الحلقة الاضعف ومجرد صندوق بريد يستخدمه بعض من في السلطة عند الحاجة لايصال الرسائل في غير اتجاه». وأكد انه سيواصل «رفع الصوت مع أهل طرابلس لوقف هذا الاستهتار اللامحدود وهذه الخفة في التعامل مع اي مشروع يتعلق بعاصمة لبنان الثانية طرابلس وبالشمال برمته. وسأساند ومؤسساتنا جميعها المجتمع المدني في أي قرار يتخذه لمصلحة طرابلس». وقال الوزير السابق فيصل كرامي أنه استمع «إلى شكاوى ومعاناة المواطنين في طرابلس والشمال، من مشكلة النفايات والتقنين القاسي في التيار الكهربائي»، مؤكداً «رفض اهالي طرابلس والشمال للسياسات المتبعة». وقال: «إذا كان الوزراء يشكون لنا همهم فماذا نفعل نحن؟ من لم يستطع حل هذه المشكلة، عليه إما ان يشكل خلية أزمة لحل هذه المعضلة، او يذهب إلى بيته». وتحدث عن شاحنات محملة بالنفايات تأتي «تحت جنح الظلام من خارج طرابلس وترمي نفاياتها في الكثير في القلمون والميناء وابي سمراء»، معتبراً ان «هذا الأمر ما كان ليحدث لولا وجود غطاء من الحكومة ووزراء. وكتيار سياسي لن نقف صامتين، وسندعم كل التحركات الشعبية ونمهل هذه الحكومة أسبوعاً لمعالجة هذا الموضوع». ودق النائب محمد كبارة «ناقوس الخطر حيال الوضع البيئي في طرابلس، «لا سيما مع تجرؤ عدد من البلديات على إرسال نفاياتها إلى المدينة». وطالب باتخاذ «إجراءات عاجلة قبل أن تقع الكارثة»، مستنكراً «محاولات بعض البلديات تصدير نفاياتها إلى طرابلس». وشدد على «أن الدولة لا يجوز أن تبقى غائبة عن هذا الموضوع». وقال: «إن المدينة بكل مكوناتها ستواجه هذا الأمر ولو لزم الأمر النزول بكثافة إلى الشارع».