أعلنت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية أن زعيم البلاد كيم جونغ أون أمر قوات الجبهة الأمامية برفع درجة تأهبها اعتباراً من مساء اليوم إلى «حال الحرب»، بعد تبادل نادر للقصف المدفعي عبر الحدود الفاصلة بين البلدين والمدججة بالعديد والعتاد. وقالت الوكالة إن «كيم جونغ أون أصدر، بصفته القائد الأعلى لجيش الشعب الكوري، أمراً بدخول الوحدات المشتركة لجيش الشعب الكوري في الجبهة الأمامية في حال حرب، حتى تكون على أتم الاستعداد للقتال ولشن عمليات مفاجئة». وأوضحت أن قرار رفع درجة التأهب اتخذ ليل الخميس - الجمعة أثناء اجتماع طارئ للجنة العسكرية المركزية التي يترأسها كيم والتي تتمتع بنفوذ قوي في النظام الستاليني. وأضافت أن القرار يسري اليوم اعتباراً من الساعة 08:00 بتوقيت غرينيتش، مشيرة إلى أنه فيما ستوضع الوحدات المشتركة في الجبهة الأمامية «في حال حرب»، فإن الخطوط الأمامية بأسرها ستوضع في «شبه حال حرب». وعقدت اللجنة العسكرية المركزية اجتماعها الطارئ بعيد ساعات على إطلاق كوريا الجنوبية عشرات القذائف باتجاه كوريا الشمالية بعدما رصدت صاروخاً أطلقته بيونغيانغ على أراضيها. وجاء تبادل إطلاق النار الذي لم يسفر عن إصابات، في فترة تشهد تصاعداً للتوتر في المنطقة الحدودية، بعد انفجار الغام أرضية أدت إلى بتر أطراف عنصرين من دورية لحرس الحدود الكوريين الجنوبيين في وقت سابق من الشهر الجاري، وانطلاق تدريبات عسكرية كورية جنوبية - أميركية ضخمة هذا الأسبوع. وبعدما اتهمت سيول بيونغيانغ بزرع هذه الألغام، ردت باستئناف بث التسجيلات الدعائية بصوت مرتفع عبر الحدود مستخدمة مكبرات صوت كانت صامتة أكثر من عقد من الزمن. ونفى الشمال أي دور له في الألغام وهدد بقصف «عشوائي» لمكبرات الصوت إن لم توقف بثها بحلول الساعة 17:00 من عصر غداً، في تهديد سارعت سيول إلى إعلان لامبالاتها به، مؤكدةً أن بث التسجيلات الدعائية سيستمر. وهددت بيونغيانغ أيضاً بهجمات انتقامية بعد رفض سيول وواشنطن إلغاء مناوراتهما العسكرية السنوية «أولشي فريدوم» التي انطلقت الاثنين الماضي وتحاكي ردود الفعل المحتملة على اجتياح يشنه الشمال المزود بسلاح نووي. ويشارك في هذه المناورات عشرات الآلاف من الجنود الكوريين الجنوبيين والأميركيين. وهي أحد التدريبات السنوية العديدة التي تجريها كوريا الجنوبية والولايات المتحدة مع تأكيدهما بأنها دفاعية. لكن بيونغيانغ تندد بها بشدة وتعتبرها تدريباً على اجتياح أراضيها واستفزازاً.