قدّم الثنائي عمرو سمير عاطف ويوسف الشريف هذا العام «لعبة إبليس»، من تأليف انجي علاء وسيناريو عمرو سمير عاطف وإخراج شريف إسماعيل وبطولة شيري عادل ومحمد رياض وفريال يوسفى وتميم عبده. وكانت طبيعة المسلسل تشويقية بسبب الجرائم الغامضة التي تضمنها والتشابكات بين الممثلين التي تصنع حالة من الارتباك وصولاً إلى كشف الحقيقة في الحلقة الأخيرة. والمميز في «لعبة إبليس» أن عاطف وضع نقطة جذب هي الجريمة المرتقبة داخل الأحداث لأن فضول المشاهد العادي الذي يطمح بعضه إلى المشاركة في هذا العالم، هو دافع للمتابعة وإكمال مشاهدة المسلسل. قدم يوسف الشريف شخصيتين في هذا العمل هما توأمان أحدهما نقيض الآخر شكلاً وسلوكاً، وهو أمر معتاد عند تقديم شخصيات التوائم في الدراما، بحيث توجد سمات كاشفة، فلا يحتاج من يتعامل مع أحدهما إلى جهد لاكتشاف شخصيتيهما. لم يكن الشريف يعيش الشخصية إذ كان من الصعب تصديق أنه سليم أو أدهم، فثمة شيء فُقد منه، وقد يعود ذلك إلى ضلوعه في أداء شخصيتين مختلفتين. ويعود الفنان محمد رياض بدور يليق بأن يُعيده كممثل لديه مهارات كبيرة لم يستفد منها لأن لم ينل نصيبه كممثل موهوب. جسّد رياض شخصية المحامي، تلك الشخصية التي لن يتمكن المشاهد من اكتشاف نواياها الحقيقية أو طبيعتها، فهل هو محام فاسد أم جيد؟ حدثت جريمة القتل بعد صراع بين شقيقين على الميراث، فيقتل أخ وتذهب التركة إلى الآخر الذي تظهر زوجة لأخيه المقتول وتشاركه الإرث. والأخ الوارث سليم كان يعمل ساحراً، وهو يسعى من خلال القناة التي بات يملكها إلى أن يقدم برنامجاً على غرار برنامج ديفيد كوبرفيلد الذي كان يُقدم على شاشة القناة الثانية أواخر الثمانينات وبداية التسعينات. شخصيات العمل تعاني أكثر من مشكلة الكتابة، كون الشخصيات قد يبدو وجودها مبرراً درامياً إلا أن تطورها غير مفهوم وفي بعضها مفتعل، فهناك مشكلة أخرى متعلقة بأداء بعض الممثلين وكان بارداً وجافاً أحياناً ومفتعلاً في أحيان أخرى. وافتقد العمل حالة التشويق التي اعتاد عليها المشاهد في أعمال هذا الثنائي الناجح في مواسم سابقة، وكانت فقرات الساحر التي أصر صُناع العمل على وجودها في كل حلقة بمثابة المبرر لبعض من المشاهدين للالتفات بعيداً من المشاهدة، وهو آخر ما يتمناه صنّاع أي عمل. كما أن الحيلة الدرامية التي قدّمت في جريمة القتل ثم كشف غموضها ثم ظهور التوأمين لم تكن بالتماسك الكافي للإقناع، وكشف تفاصيل اللعبة والفكرة كلها في آخر الحلقة لم يكن موفقاً، إذ جاءت كل الأحداث بمنزلة فخّ للمشاهد، كان يمكن أن يتقبله إذا جاء المسلسل في إيقاعه وأحداثه بالسرعة التي تصنع حالة الإثارة والتشويق المطلوبة في عمل كهذا.