كشف مجلس الجمعيات التعاونية عن نجاحه في أول تجربة لاستيراد سلعة غذائية وتسويقها على المستهلكين في السعودية، بعد استيراد كميات من الرز وتوزيعها في منافذ الجمعيات وبيع جزء كبير من الكميات. وبحسب مصدر في الجمعيات قال ل«الحياة» إن الكميات التي قامت التعاونيات باستيرادها بلغت 9 آلاف طن، وتم بيع سعر الكيس سعة 45 كيلو بقيمة 200 ريال، فيما تبلغ قيمة سعر الكيس المماثل بالسعة نفسها في الأسواق 340 ريالاً، مؤكداً المصدر أن نوعية الرز الذي تم استيراده يعدّ من أفخر الأنواع ويتجاوز بجودته معظم الأنواع الموجودة في الأسواق، إلا أنها لا تباع سوى في منافذ الجمعيات في بعض المناطق. ووعدت الجمعيات التعاونية بحسب رئيس مجلس إدارتها الدكتور عبدالله الوابلي بأن تشرع في المستقبل القريب باستيراد أنواع أخرى من الأغذية مثل السكر والحليب إضافة إلى كميات أكبر من الرز. وحول غياب دور الجمعيات التعاونية في المملكة عن القيام بأدوارها خلال السنوات الماضية، أوضح الوابلي أن المملكة أول دولة تؤسس الجمعيات التعاونية في دول الخليج في الستينات من القرن الماضي، إلا أنه وبعد حدوث الطفرة الاقتصادية ظهرت أسواقاً تموينية كبرى نافست الجمعيات، ولم تستطع الجمعيات برساميلها الضعيفة المواكبة والتطور، مما دفع أعمالها للضمور واختفاء كثير منها عدا بعض الجمعيات التي صمدت في بعض المناطق. وأضاف الوابلي: «الآن أدركنا أهمية العودة لتفعيل دور الجمعيات، لمواجهة غلاء الأسعار، والاحتكار، والغش التجاري، ولإنجاح دور التعاون الاستهلاكي لا بد من توحيد المشتريات، ولو كل جمعية انطلقت وحدها سيكون العمل بلا فائدة، لذلك المجلس أخذ على عاتقه مبدأ الشراء الموحد». وأوضح بعد توقيع عقود التمويل التعاوني الاستهلاكي لعدد من الجمعيات التعاونية، أن التوجيه الملكي بدعم الجمعيات بمبلغ خاص مقطوع، إضافة إلى الدعم العام سيكون له أثر كبير في عودة الجمعيات للحياة والعمل من جديد، كاشفاً عن توجه لإنشاء جمعيات مركزية تتولى الاستيراد والشراء. من جهته، قال وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية مشوح الحوشان أن العمل الأهم في هذه المرحلة يتمثل في نشر ثقافة العمل التعاوني، وتوضيح أهميته سواء للعاملين في القطاعين الحكومي والخاص أم للأفراد، مبيناً الوزارة تعمل على صرف مستحقات الجمعيات المعلقة كافة بالتفاهم مع وزارة المالية لتفعيل دور الجمعيات ودعم انطلاقتها في المستقبل القريب.