لم تعد كلمة «الإرهاب» مجرد مصدر طبيعي من فعل «أرهب»، و«يرهب»، يحمل دلالات التخويف والإكراه، إذ أن علاقة الدال والمدلول سرعان ما أصبحت هشة، وانزاح المعنى الدلالي للإرهاب انزياحات سياسية وأيديولوجية ودينية، أعطت للكلمة هالة من الغموض، إذ لم تعد تعني شيئا محدداً، وتعني كل شيء، في الوقت نفسه. بعد تفجير طائرة لوكربي، في العام 1988، بدأ مصطلح الإرهاب يتردد بمفهومه القريب من المفهوم المتداول حالياً، أي كل الأعمال ذات الطابع العنيف، التي يُتهم عادة المسلمون بالتخطيط لها وتنفيذها، قبل هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001 ضد الولاياتالمتحدة. فتحول الإرهاب إلى بضاعة في سوق الأسهم، وعالم المال والأعمال، ومشجب تعلق عليه الدول الكبرى إخفاقاتها الأمنية... وخرج القطار عن السكة فلم تعد هناك ضوابط حتى باتت الكلمة مجرد تعبير مستهلك لفرط ما لاكته تقارير الصحافة وخطب الساسة. عملياً، ساهمت وسائل إعلام عالمية في ترويج النظرة الكاريكاتورية غير العادلة التي تقدم الإرهاب كرديف للإسلام، وتسوق فكرة أن الإرهابي هو ذلك الشخص الملتحي الذي يشهد أن لا إله إلا الله، ويذكر الله كثيراً. . وعمدت وسائل إعلام عالمية الى التمييز في تغطية أحداث وإعتداءات عدة استناداً إلى خلفية المعتدي الدينية. إذ تم وصف اعتداءات نفذها مسلمون على الفور بأنها أرهابية، بينما لم يتم استخدام هذا المصطلح في جرائم قد تكون أكثر خطورة، نفذها غير مسلمين.