الإرهاب مصطلح قرآني ، ليس معناه الإجرام والقتل ، وليس من صفاته وسماته النبيلة اغتيال الأرواح واغتصاب الحقوق ، أو التهجير البشري واحتلال الأرض ، الإرهاب ليس كما التف على معناه أسياد الغرب وعبيد الشرق ، ليتخذون منه مبرر للنيل من الإسلام والمسلمين. المصيبة أن فينا من نجدههم قد تبنوا ذلك التفسير المحرف ، بل وزادوا عليه ، إما لجهلهم بمعناه الصحيح ، أو تجاهل مقصود منهم ، ليرددوا عبارات ومعاني مضللة خاطئه ، كقولهم (الإرهاب لادين له) ، ثم لاكوها بألسنة تلعق النفاق، وأقلام تحترق من غلها وحقدها الصحف والأوراق ، ليخرجوا علينا بمعنى مزور مزيف ، وتعبير آخر مطور متطرف ، ليعلنوا أن الإرهاب جريمة عظمى خلقها الإسلام ، وصفة دموية انطبقت على كل ابن أنثى رضي بالله رباً وبمحمد عليه الصلاة والسلام نبياً ورسولاً . الإرهاب كما ورد في كتاب الله الكريم ، وما فسرته لنا الكتب الشرعية ، هو بث الرعب والمهابة في قلوب الأعداء ، لجعلهم يخشون مواجهتنا ، من خلال مايرونه علينا من قوة إيماننا بالله ، والمثابرة في العمل على إعلاء كلمة لا إله إلا الل ه، وعدم تهاوننا أوتنازلنا عن كل ما من شأنه المساس بعقديتنا ، ثم من أجل أن يهابنا الأعداءفلا يجرأون على أذيتنا ، من خلال تسلحنا بسلاح العلم والمعرفة ، وأن نجعلهم في حاجتنا فلا يعادونا ، ذلك عندما نمتلك ماليس لديهم ، فيأتون خاضعين أملاً في كسب مودتنا طامعين برضانا عنهم . يقول تعالى في محكم تنزيله: ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم ) الآية.. كلمة ترهبون من الفعل أرهب يرهب إرهابا وتعني الرعب والخوف فالله تعالى لم يقل واهجموا عليهم ، بل قال: ( وأعدوا لهم ) أي فلتعدوا أنفسكم فقد يأتي العدو إليكم أو يطمع فيكم إن لم تكونوا أقوياء ، والمقصود بأن يبقوا في رباط واستعداد تام.. ثم يقول تعالى: ( ترهبون به ) ولم يقل تقتلون به ، وبهذا المعنى فإن الإسلام والقرآن براء من قولهم الذي يدعونه ، ودحض مقولتهم أن ديننا يحرض على القتل ورفض الآخر.. ومن يتقصى ويتتبع الأحداث على الساحة العالمية ، فسيجد بأن الغرب هو من طبق قاعدة الإرهاب بمعانيها الصحيحة ، من إرهاب لأعدائه في تسلحه المعرفي والتقني ، وامتلاكه التكنولوجيا الحربية الحديثة ، بل وتعدا كل ذلك إلى مايسميها بالعمليات الإستباقية..! حتى أصبح قوة يخشى العالم مواجهتها ، مما أدى بها ذلك إلى فرض سيطرتها ومد نفوذها. لأننا تجاهلنا تطبيق هذا الأمر الرباني ، فقد أصبحنا اليوم على ما نحن عليه من الذل والهوان والخنوع ، ليصل بنا الحال في نهاية الأمر ، إلى خشييتنا الأعداء ومهابتهم . ( جميع التعليقات على المقالات والأخبار والردود المطروحة لا تعبر عن رأي ( صحيفة الداير الإلكترونية | داير) بل تعبر عن وجهة نظر كاتبها، ولإدارة الصحيفة حذف أو تعديل أي تعليق مخالف)