يتجاوز الإعلام الحدود التي تصنعها الجغرافيات، فأي مقدم برامج يمكنه من أي مكان في العالم، أن يخضع مشاهديه طوعاً أو قسراً، إلى معادلة متأرجحة مابين الربح والخسارة، تظل استثماراتهم من خلال شاشته متقافزة صعوداً أوهبوطاً رهناً بما يقدمه، «نادين هاني» ملتقى أعين كثير من المشاهدين، المهتمين بسوق الأسهم السعودية والخليجية، تطل عبر شاشة العربية من دبي، كعابرة مكان مؤثرة حد الوجع أحياناً، وناثرة للفرح حد النشوة أحياناً أخرى، خلف برامجها الاقتصادية تختفي كثير من ملامحها الإنسانية، التي تكشف بعضاً منها ل«الحياة» بقولها: «لايمكن أن تتخيل مدى ألمي، وأنا أقرأ خبراً، حول هبوط سوق الأسهم في منطقة ما، لكنني في الأخير، ضيفة على المشاهدين، في منازلهم، لا يمكن أن أبدي أي مشاعر سلبية، أمامهم، خاصة وأن سوق الأسهم دائمة الصعود والهبوط، ولا يعقل أن يتحول حضوري على الشاشة، هو الآخر إلى مؤشر، كلما هبط غضبت، وكلما صعد، ملزمة بالفرح، لابد أن التزم الحياد كإعلامية، وعلي أن أبدو بشكل عقلاني متزن، حتى أظل كما أنا محل ثقة المشاهد»، وحينما واجهتها «الحياة» باتهام البعض بعدم حيادها، أثناء صعود الأسهم، إذ تختفي ابتسامتها الموجودة لحظات الهبوط، قالت: «غير صحيح، ولا يوجد سبب منطقي لذلك، بالعكس، أنا أتأثر إيجاباً بأي ارتفاع للأسهم، لكن الإنسان إذا ما تعرض لأي خسارة، يرى كل شيء أمامه سلبي، وهذا تفسيري المنطقي إلى حد كبير، لمن يتهمني هذا الاتهام» ولأن «نادين» كانت الإعلامية العربية الوحيدة، التي التقت وزير الخزانة الأميركي «تيموثي غاينتر» المتربع على واحد من أقوى الاقتصادات في العالم، سألتها «الحياة» عن تفاصيل كواليس هذا اللقاء، قالت: «كان من أصعب اللقاءات، الذي اختارتني له العربية، كنت حريصة جداً على أن أقدم ما يرضي المشاهد العربي، وكنت أعرف مسبقاً مدى صعوبة ذلك، لأن الضيف لن يرغب في قول، إلا ما يريده، وليس ما أبحث عنه، وأنه شخص لديه تدريب عال في التعامل مع وسائل الإعلام، ومع ذلك وفقت ولله الحمد إلى حد كبير، بحسب كثير من المشاهدين، والمتابعين، ونجحت في الخروج بمقابلة جيدة» وحول سبب اختيارها لإجراء المقابلة، قالت: «تم ترشيحي من طرف قناة العربية، وتم ترشيح قناة العربية من طرف فريق العمل الخاص بالوزير الأميركي». ولنشأة «نادين» تاثير مهم في حياتها «نشأتي في مدينة مثل بيروت، كان لها تأثير كبير في حياتي، إضافة للجو الأسري العام، الذي افتقده الآن في مكان مثل دبي، فقد كنت وأنا صغيرة، أحب جداً الخروج مع أسرتي، وأنتظر يوم الأحد بلهفة، لأننا كنا نجتمع فيه كعائلة كبيرة، ونقضي اليوم خارج المنزل، ثم عندما كبرت، وعملت في القطاع المصرفي، سافرت في أول رحلة عمل لي إلى مدينة زيورخ السويسرية، وقد أكسبتني الرحلة، خبرة كبيرة في مجال العمل المصرفي، وأخيراً أنا في دبي، أعمل في الميديا، وقد استفدت كثيراً من المكان الذي أعمل به، وزادت ثقتي في نفسي أكثر، ورغبتي في تحقيق المزيد من النجاح» ولم تخفِ «نادين» رغبتها في أن تكون» المذيعة العربية الأولى، ليس في البرامج الاقتصادية فقط، بل كمذيعة بشكل عام» متأثرة وبحسب قولها ب«ريتشارد كويست» مقدم البرامج الاقتصادية الشهير على شاشة «سي إن إن» موضحة أن «كويست» حينما كان في قناة «بي بي سي» لم يحظ بالشهرة، التي حظي بها في قناة «سي إن إن» كاشفة أن «كاوست هو أبلغ مثال على تأثير المكان، في نجاح الشخص، فقبل انتقاله لشبكة سي إن إن، كان شخصاً عادياً، وبعد انتقاله، تأثر بالجو المحيط، وأبدع، وأصبح من وجهة نظري الإعلامي الأول على مستوى العالم».