تظاهر نحو 400 الف شخص اليوم (الاحد) في مختلف انحاء البرازيل مطالبين بانتخابات مبكرة او بتنحي الرئيسة اليسارية ديلما روسيف التي تواجه ازمات سياسية واقتصادية وقضايا فساد. وقالت تقديرات غير نهائية للشرطة ان 381 الف شخص على الاقل تظاهروا عبر مختلف انحاء البلاد. وقدر المنظمون، وهم من حركات يمينية تحظى بدعم قسم من المعارضة، عدد المتظاهرين ب 604 آلاف شخص في هذه التظاهرات التي نظمت في اكثر من 100 مدينة. ولا تشمل هذه الارقام المشاركين في تظاهرة كبيرة في ساو باولو العاصمة الاقتصادية للبلاد ومعقل المعارضة. وردد المتظاهرون شعارات مثل "ديلما ارحلي" و "لا للفساد" في اشارة الى فضيحة مالية سياسية كبرى في شركة النفط العملاقة العامة "بيتروبراس" كبدت الشركة اكثر من بليوني دولار من الخسائر. وسجلت مسيرات اولى في العاصمة برازيليا (وسط) وفي بيلو اوريزونتي (جنوب شرق) وريسيف (شمال شرق) وسلفادور دي باهيا (شمال شرق) وبيليم (شمال). وفي ريو دي جانيرو التي تستضيف الالعاب الاولمبية بعد عام، تم تعديل مسار سباق للدراجات الهوائية افساحا في المجال امام تظاهرة مناهضة للحكومة على طول شاطىء كوباكابانا. ويطالب المتظاهرون بتنحي روسيف (64 عاما) او بتنفيذ آلية برلمانية لاقالتها. بعد ان باشرت ولايتها الثانية في كانون الثاني (يناير) بعد اعادة انتخابها في تشرين الثاني (نوفمبر). وتدهورت شعبية روسيف بشكل كبير في بضعة اشهر وباتت لا تتجاوز ثمانية في المئة. وتواجه الرئيسة البرازيلية والمناضلة السابقة التي تعرضت للتعذيب في عهد الاستبداد، انكماشا اقتصاديا دفعها الى اتخاذ اجراءات تقشف غير شعبية، وفضيحة فساد محورها مجموعة "بتروبراس" النفطية العامة لطخت سمعة حزب "العمال" الحاكم وحلفائه، فضلا عن ازمة سياسية حادة تهدد بانفراط عقد الغالبية البرلمانية. وقالت باتريسيا سواريز (43 عاما) التي شاركت في تظاهرة "سنظل نعترض حتى النهاية، حتى تسقط الرئيسة. عليها ان ترحل نهائيا وتدع هذا البلد بسلام وتحرره من مافيا حزب العمال". بيد ان روسيف اكدت في الاونة الاخيرة انها لن تخضع "لا للضغوط ولا للتهديدات" مذكرة بانها نالت شرعيتها من انتخابات شعبية. وهي تعول على انقسام منافسيها وتضارب المصالح بينهم.