مشّط جنود وعمال إنقاذ صينيون يرتدون أقنعة وملابس خاصة للوقاية من الغازات، مرفأ تيانجين بحثاً عن مواد سامة، فيما أعلن الجيش الصيني ان مئات الأطنان من السيانيد العالي السمية كانت مكدسة في المستودع حيث وقع انفجاران هائلان أوقعا 112 قتيلاً. ومع وصول رئيس الوزراء لي كيكيانغ لتقديم تعازيه، سعى جنود وعمال إنقاذ الى تطهير المنطقة الصناعية في تيانجين من أي مواد كيماوية قبل هطول الأمطار، ما قد يزيد من الغازات السامة. وأقرّ مسؤولون بوجود مواد سامة، لكنهم شددوا على أنها لا تشكّل خطراً على الناس خارج منطقة أُخليت من السكان قرب موقع الانفجارين وتمتد 3 كيلومترات. وقال الجنرال شي لوزي، رئيس اركان منطقة بكين العسكرية: «أستطيع القول بكل أمانة إن الناس لن يتعرّضوا لأضرار ثانوية». لكنه أكد وجود «مئات الأطنان» من سيانيد الصوديوم المميت، مخزنة في موقعين من المستودع حيث حصل الانفجاران، لافتاً الى أن عمالاً يحاولون تطهير المنطقة من المواد الكيماوية، قبل أمطار محتملة قد تؤدي إلى غازات سامة. وكانت وسائل اعلام صينية تحدثت عن وجود 700 طن من سيانيد الصوديوم الذي يتخذ شكل مسحوق بلوري. ويفيد «المركز الأميركي لمراقبة الأمراض» بأن ظروفاً معينة قد تتيح أن تنبعث من سيانيد الصوديوم مادة سيانيد الهيدروجين، وهو «غاز عالي السمية يبعث على الاختناق، إذ يصيب قدرة الجسم على استخدام الأوكسجين». ومع أول تأكيد رسمي لوجود هذه المادة الكيماوية الخطرة في المستودع، هناك مخاوف من حصول تلوث بين السكان ال 15 مليوناً في المدينة. وكانت وسائل اعلام رسمية اعلنت اخلاء الأحياء التي تبعد 3 كيلومترات من موقع الانفجارين، لكن السلطات نفت الأمر، علماً أن حواجز أُقيمت في المنطقة تمنع الوصول اليها، كما وشوهد اشخاص يغادرون. واستقدمت السلطات الصينية الى المستودع اختصاصيين يعملون في مصانع تنتج هذه المادة الخطرة، واستخدموا ماء الأوكسجين لتعطيلها. كما حضر الى المستودع فريق من 217 عسكرياً متخصصين في الأسلحة النووية والجرثومية والكيماوية. وتسعى السلطات الصينية الى طمأنة الناس، مؤكدة ان الهواء في تيانجين ما زال نظيفاً، على رغم وجود نسب غير طبيعية لبعض العناصر الملوثة فيه. وعلى رغم ذلك، أفادت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) بأن كثافة السيانيد في مياه الصرف كانت الخميس الماضي أعلى ب 10.9 مرات من المعدل الطبيعي، ثم انخفضت واستقرت بمستوى ضعف المعدل الطبيعي. وأعلنت منظمة «غرينبيس» ان اختبارات للمياه السطحية أجرتها في اربعة اماكن في تيانجين، أظهرت ان مستويات السيانيد لم تكن مرتفعة، معتبرة أن «ذلك يثبت ان احتياطات الماء لم تتلوث في شكل خطر». واستدركت أن ذلك لا «ينفي وجود مواد كيماوية خطرة أخرى في المياه»، مكررة دعوتها السلطات الصينية إلى «إجراء مسح شامل للمواد الكيماوية الخطرة الموجودة في الهواء، وإمدادات المياه ونشر كل المعلومات» في هذا الصدد. لكن سكاناً وذوي الضحايا ومستخدمين لمواقع التواصل الاجتماعي انتقدوا السلطات، اذ اتهموها ب «الكذب» وعدم الشفافية في إعطاء معلومات. وحاولت عائلات السبت اقتحام قاعة كانت السلطات تعقد فيها مؤتمراً صحافياً، كما حضر امس أقارب للضحايا الى فندق حيث كان مسؤولون يتحدثون الى صحافيين. وصرخ رجل كان يبكي: «اريد ان أقتل أحداً»، ثم اقترب منه شرطي لمواساته. وتحاول السلطات وقف الانتقادات حول طريقة ادارتها للأزمة، ففرضت رقابة على تعليقات صدرت على الإنترنت، وأغلقت اكثر من 360 حساباً على مواقع التواصل الاجتماعي. كما اعلنت الشركة الصينية الناظمة للإنترنت إغلاق نحو 50 موقع انترنت، اذ اتهمتها ب «بث الرعب من خلال نشر معلومات غير مؤكدة، او من خلال السماح للمستخدمين بالترويج لشائعات بلا اساس». وارتفع عدد قتلى الانفجارين إلى 112 شخصاً، كما ارتفع عدد المفقودين إلى 95، معظمهم إطفائيون. لكن السلطات رجّحت أن يكونوا بين 88 جثة لم تتعرّف على أصحابها.