أثار غموض في شأن أسباب الانفجارين الهائلين اللذين هزّا منطقة صناعية في مدينة تيانجين شمال شرقي الصين، وأديا الى مقتل عشرات وجرح مئات، اتهامات شعبية بالتقصير وانتهاك معايير السلامة، وسط قلق للسكان من أطنان من المواد الكيماوية الخطرة. لكن الحكومة الصينية تعهدت تعلّم درس «قاس» من الحادث. وبعد ساعات على الكارثة في مرفأ تيانجين، ما زالت أسبابها مجهولة. وقال مسؤول إن عمال الإنقاذ أخرجوا شخصاً على قيد الحياة من الأنقاض، تبيّن أنه إطفائي. وأفادت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) بأن ألف رجل إطفاء وأكثر من 140 سيارة إطفاء، يكافحون لاحتواء حريق في مخزن يحوي «بضائع خطرة». وانتقل آلاف من السكان إلى عشر مدارس قريبة، بعد تضرّر مبان سكنية، بسبب موجات اهتزازية نجمت من الانفجارين. وأفادت «شينخوا» بأن فريقاً من مركز الزلازل الإقليمي في بكين التابع لهيئة رصد الزلازل، توجّه إلى تيانجين، إضافة الى 217 خبيراً في الجيش الصيني، في الأسلحة النووية والجرثومية والكيماوية. وأوردت وسائل اعلام صينية ان الانفجارين حدثا في مستودعات كُدست فيه مواد كيماوية خطرة. لكن المسؤولين في بلدية تيانجين اكدوا انهم لا يعرفون ماهية المواد التي كانت في المستودع، وسبّبت الانفجار. لكن صحيفة «أخبار بكين» نقلت عن منتجين صناعيين ان 700 طن على الأقل من مادة «سيانيد الصوديوم» كانت مخزنة في الموقع، ورصدت كميات ضخمة منها بنسب عالية في مياه الصرف الصحي في المناطق المحيطة. ولم يعد المقال موجوداً على الإنترنت امس، ما عزّز تكهنات في هذا الصدد. في الوقت ذاته، ذكرت الشرطة أن المستودع كان يحوي «نترات أمونيوم» و»نترات بوتاسيوم» و»كربيد كالسيوم»، وقت وقوع الانفجارين. وأشار خبراء في الأمن الكيماوي الى أن «كربيد الكالسيوم» يتفاعل مع الماء، ويشكّل «غاز الأسيتيلين» شديد الانفجار. ورجّحوا أن يكون الانفجار نجم من رشّ إطفائيين ماءً على «كربيد الكالسيوم». لكن مسؤولاً في هيئة الإطفاء دافع عن الإطفائيين، قائلاً: «لم يكن أحد يعلم شيئاً في تلك المرحلة، وليست المسألة أنهم تصرّفوا بحماقة». وتفرض معايير السلامة الصينية إبعاد مستودعات المواد الخطرة، كيلومتراً واحداً على الأقل عن المناطق السكنية ومحاور الطرق المهمة. لكن صحيفة «الشعب» الناطقة باسم الحزب الشيوعي الحاكم أوردت ان بناء مستودع مشابه في منطقة صناعية مكتظة، «مخالف في شكل واضح» للقوانين. ولفتت الى مجمّعين من المباني السكنية وعدد كبير من الجادات، يقعان على بعد اقل من الف متر منه، الى جانب مستشفيين وملعب لكرة القدم. وتابعت: «في ظروف عادية، ما كان المستودع لينجح في اجتياز كل تدابير المراقبة المتعلقة بالبيئة». لكن الحكومة الصينية أعلنت أنها ستبدأ حملة تفتيش عن الكيماويات والمواد المتفجرة الخطرة في البلاد، متعهدة تعلم درس «قاس» مما حدث.