اكالويت (كندا) - رويترز، أ ف ب - ركز وزراء مال وحكام المصارف المركزية في دول مجموعة السبع في اجتماعاتهم أمس في كندا على التدابير لحفز عملية النهوض الاقتصادي واستقرار الأسواق. وستعطى أولوية خلال المحادثات، للقلق المتزايد بسبب الدين في منطقة اليورو وسعر اليوان الذي اتهمت الصين بأنها تبقيه عمداً ضعيفاً لإعطاء دفع إلى صادراتها للغرب. وأثار وضع المالية العامة في إسبانيا والبرتغال قلقاً، إذ يخشى المستثمرون من أن يصبح وضعهما مثل وضع اليونان. ووضعت اليونان تحت مراقبة صارمة من قبل الاتحاد الأوروبي، للتحقق من أنها تطبق خطة ترمي إلى خفض العجز العام المقدر ب12.7 في المئة من الناتج المحلي في 2009 إلى اقل من 3 في المئة في 2012. وقدر العجز في البرتغال ب9.3 في المئة العام الماضي في أعلى مستوى منذ 1974. وأعلن وزير المال الكندي جيم فلاهرتي، الذي تستضيف بلاده الاجتماع، أنه سبق وأجرى محادثات مع نظرائه في شأن المشاكل الأوروبية قبل الاجتماع في ظل مخاوف بخاصة إزاء اليونان. وأبلغ فلاهرتي الصحافيين: «ينبغي أن نكون في وعي تام بإمكان انهيار اقتصادات محلية، وباستمرار وجود أصول عالية الأخطار لدى بعض المصارف». وأوضح الوزير الكندي أن «محادثات مطولة» ستتناول سعر صرف العملة الصينية، فهي نقطة لا يمكننا تجنبها لأنها مسألة تعني مجموعة العشرين، وتهم أيضاً الدول الصناعية الكبرى الممثلة في مجموعة السبع». وانضم الى ممثلي كل من كنداوالولاياتالمتحدة وفرنسا وإيطاليا واليابان وبريطانيا وألمانيا، مسؤولون من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والمفوضية الأوروبية. وتتعرض دول في منطقة اليورو مثل اليونان وإسبانيا والبرتغال لضغوط متزايدة لاحتواء تداعيات أوضاعها المالية العامة، في وقت تخشى أسواق المال من تفشي الوضع من بلد إلى آخر. ونفى رئيس البنك المركزي الأوروبي جان كلود تريشيه تكهنات في أسواق المال بأن البنك قد يجري محادثات طارئة في شأن الأزمة مطلع الأسبوع. وقال وزير مال ألمانيا فولفغانغ شيوبله إن اليورو سيبقى مستقراً على رغم المشاكل في بعض الدول. وقالت العضو المنتدب وكبيرة الاقتصاديين لدى «علاء الدين كابيتال هولدنجز» كاثلين ستيفانسن: «أعتقد أنه لا ينبغي عليهم تجهيز عملية إنقاذ، بل أن يلتزموا حل المشاكل». وأضافت: «نحتاج إلى إظهار وحدة الصف في مساندة الخطوات التي اتخذتها الحكومات، فالتزام الصمت في هذا الصدد يكون سلبياً». ويقول منظمو الاجتماع إنهم لن يصدروا بياناً في ختام المشاورات وهو ما يظهر جزئياً تراجع أهمية مجموعة السبع. وبينما تنصب معظم المخاوف المالية على اليونان، تبقى دول مثل الولاياتالمتحدة واقتصادات كبيرة أخرى مثقلة بالديون أيضاً، بعدما أنفقت مبالغ هائلة لتحاشي الكساد في أعقاب الأزمة الائتمانية التي تفجرت عام 2008. وقالت وكالة «موديز انفستورز سرفيس» للتصنيفات الائتمانية الأسبوع الماضي، على الولاياتالمتحدة بذل مزيد من الجهد للإبقاء على تصنيفها الممتاز بعدما أعلنت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، أنها تتوقع عجزاً يعادل 10.6 في المئة من الناتج المحلي في 2010 أي اكثر من ثلاثة أمثال المستوى الذي يراه خبراء الاقتصاد آمناً. وكانت «ستاندرد اند بورز» أصدرت تحذيراً في شأن اليابان في كانون الثاني (يناير) من أن تصنيفها قد ينخفض بسبب مستويات العجز. لكن وزراء مجموعة السبع لا يبدون استعداداً للبدء في خفض إنفاق يهدف إلى إبقاء اقتصاداتهم على طريق التعافي بعد أسوأ ركود عالمي في عقود. وقال فلاهرتي «جميعنا متفقون على ضرورة استمرار الحفز نظراً إلى أننا لم نر نمواً راسخاً ولا عودة مناسبة للطلب الخاص ليحل محل الطلب العام»، وأضاف، توجد مخاوف في شأن مستويات العجز العام وسبل معالجتها.