قُتل عشرات وجُرح مئات، بانفجارين هائلين حوّلا ليل منطقة صناعية في مدينة تيانجين الساحلية شمال شرقي الصين، نهاراً، إذ بلغت قوتهما 24 طنّاً من مادة «تي أن تي». وأعلنت حكومة تيانجين مقتل 50 شخصاً، وجرح أكثر من 700. وأفادت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) بأن بين القتلى 12 إطفائياً، مشيرة إلى أن عشرات من الجرحى إصاباتهم خطرة. الانفجاران كانا ضخمين لدرجة أن أقماراً اصطناعية رصدتهما، وسببا اهتزاز مبان سكنية على بعد كيلومترات من المدينة حيث يعيش 15 مليون شخص وتبعد 140 كيلومتراً جنوب شرقي بكين. وتيانجين مدينة صناعية تضم أحد أهم موانئ شمال الصين، وهي واحدة من أربع مدن حصلت على تصنيف إقليم، إلى جانب بكين وشانغهاي وشونغكينغ. وأظهرت لقطات فيديو على الإنترنت كرة لهب في سماء المدينة على ارتفاع عشرات الأمتار، وصوت مذعور يسأل: «المبنى يهتز. هل هذه قنبلة ذرية»؟ وسجلت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية الانفجارين على أنهما هزتان أرضيتان، كما عُثر على شظايا زجاج على مسافة 3 كيلومترات حول موقع الكارثة. وأفاد «المركز الصيني لشبكات مراقبة الزلازل» بأن الانفجار الأول بلغت قوته ثلاثة أطنان من مادة «تي أن تي»، والثاني 21 طناً. وأوردت وسائل إعلام رسمية أن الانفجارين وقعا في مستودع، نتيجة اندلاع حريق في شحنة متفجرات. وأظهرت صور جدراناً من نار تحيط بمبانٍ، وسيارات متفحمة مركونة في مواقف وحاويات مبعثرة. وقال شهود إن مناطق واسعة من مرفأ تيانجين، وهو عاشر أضخم ميناء في العالم، دُمرت واحترقت مئات من السيارات الجديدة ومبان في الميناء. وقال شاهد قرب موقع الحادث: «النيران كانت هائلة، ارتفعت ربما إلى مئة متر. مع الانفجار الأول، سارع الجميع (إلى الخروج من المباني). ثم سمعنا انفجارات إضافية، فيما تحطم زجاج نوافذ. وجُرح عدد من الذين بقوا في الداخل، فخرجوا وهم ينزفون». وقال آخر خلال علاجه في مستشفى: «كان الانفجار مروعاً، كدت أغيب عن الوعي. لا يسعني التركيز، ما زلت مرتبكاً بعض الشيء». وأشارت «شينخوا» إلى أن ألف رجل إطفاء وأكثر من 140 سيارة إطفاء يكافحون لاحتواء حريق في مخزن يحوي «بضائع خطرة»، فيما أعلن مسؤول في المرفأ توقف أعمال الشحن في تيانجين، بحيث «لن تدخل أي ناقلات للنفط الخام والمواد الكيماوية، أو تخرج». وحض الرئيس الصيني شي جينبينغ على «بذل كل الجهود لإنقاذ الجرحى وعلاجهم، وضمان سلامة الناس وممتلكاتهم»، مشدداً على أن التعامل مع المسؤولين عن الانفجارين سيكون «حازماً». ولم يُعرف سبب الانفجارين، لكن الحوادث الصناعية شائعة في الصين، بعد ثلاثة عقود على نمو اقتصادي سريع. واجتمع مسؤولو تيانجين أخيراً مع الشركات، لمناقشة تشديد معايير السلامة في التعامل مع المواد الكيماوية الخطرة. وما زال تطبيق تدابير السلامة في المجمعات الصناعية يطرح مشكلة، إذ يقصّر أرباب العمل في احترام الأنظمة المرعية، للحدّ من التكاليف، ويفضلون دفع رشاوى لمفتشين فاسدين، تجنباً لتفتيش دقيق. وفي تموز (يوليو) الماضي، قُتل 15 شخصاً بانفجار مستودع غير قانوني لتخزين الألعاب النارية في إقليم هيبي شمال الصين. وفي آب (أغسطس) 2014، قتل 75 شخصاً بانفجار مصنع لقطع غيار السيارات في كونشان قرب شانغهاي. وأعلن مكتب السلامة البحرية في تيانجين أمس، أن شركة صينية متخصصة في التعامل مع البضائع الخطرة، تملك مستودع مرفأ المدينة حيث حدث الانفجاران الضخمان، انتهكت معايير التعبئة والتغليف خلال عملية تفتيش للسلامة قبل سنتين. على صعيد آخر، أعلنت إدارة الأمن العام في بكين اعتقال شخص طعن رجلاً فرنسياً وامرأة صينية، في مجمّع تسوّق شهير في المدينة، ما أسفر عن وفاة المرأة.