تستعيد مجلة «الهلال» القاهرية في عددها لشهر آب (أغسطس)، ذكرى الشاعر التونسي أبي القاسم الشابي، الذي هتفت حشود ثورة 25 يناير المصرية بشعره: «إذا الشعب يوماً أراد الحياة/ فلا بد أن يستجيب القدر». وجاء في افتتاحية العدد أن الشابي وكل شاعر وفنان كبير، أكبر وأبقى وأقدر على تجاوز اختبار الزمن؛ وإذا تلكأت الثورات قليلاً، فإن الإبداع مستمر. ومن تونس يأتي أحفاد الشابي، في ملف تنشره «الهلال»، أعدته الشاعرة وئام غداس، ويضم نصوصاً لأجيال، بعضهم اضطر إلى الهجرة محتفظاً بالوطن في القلب. وفي العدد أيضاً حنين إلى رائدين «مجهولين» في الثقافة المصرية، فيكتب الشاعر أسامة عفيفي عن فؤاد عبدالملك (1878 - 1955) باعتباره «أيقونة ثقافية»، وتؤهله إنجازاته ليكون أبرز رواد الفن التشكيلي في مصر. فهو أنشأ عام 1919 «دار الفنون والصنائع»، وأسس جمعية محبي الفنون الجميلة، وصالون القاهرة في دورتيه الأولى والثانية. أما «ملك» التي حملت لواء المسرح الغنائي بعد سيد درويش، فيكتب عنها عمرو دوارة كاشفاً جانباً من تاريخ مجهول في مسيرة الغناء والمسرح، حملت ملك (1902 - 1983) لواءه مستعينة بكتيبة من الفنانين من أجيال مختلفة، من زكي طليمات ومحمد توفيق إلى حسن يوسف. في باب «الذكرى» أيضاً يستعرض الكاتب عرفة عبده علي، القاهرة عندما كانت فرودساً لمصوري أوروبا، وصولاً إلى قناة السويس التي كان تأميمها عنواناً للسيادة الوطنية بعد احتلال دام أكثر من ألفي عام، وهو ما يتناوله محمد عفيفي. يكتب الشاعر مجدي نجيب قصيدة «محاكمة الضمير»، ويذكرنا سعيد إسماعيل علي، بتنبؤ عباس العقاد بنهاية هتلر، ويظل كتاب العقاد عن الزعيم النازي درساً ينبه الغافلين عن الديموقراطية حين يستبدلون بها أي قيمة أخرى. ويتناول الناقد والمترجم المصري المقيم في ألمانيا سمير جريس جانباً من الاهتمام السياسي لغونتر غراس وكيف كان مهووساً بالميكروفون. أما الكاتبة المغربية سعيدة تاقي فتكتب عن علاقة الرواية بالتاريخ. ويكتب بدر الدين عرودكي عن دلالة عمر الشريف، ومحمد رضوان عن صلاح عبدالصبور في ذكراه، ومحمود عبدالوهاب عن جوانب من سيرة شكري عياد، والجزائرية آمال فلاح عن «الشهيد سعيد مقبل».