تتواصل التحضيرات في بيروت والمناطق اللبنانية لإحياء الذكرى الخامسة لاغتيال الرئيس السابق للحكومة رفيق الحريري وكل الذين قضوا معه في ساحة الشهداء في 14 شباط (فبراير) الجاري، وارتفعت على أبنية بيروت والطرق المؤدية الى العاصمة لافتات باسم «تيار المستقبل» تحض الناس على النزول الى الساحة «كرمالك»، فيما يتولى مسؤولو التيار في المناطق تنظيم عمليات انتقال الوفود الشعبية الى ساحة الشهداء بعد تسعة أيام. وترأس النائب نديم الجميل اجتماعاً في بيت الكتائب لمسؤولين في الحزب وكوادره، وتداول معهم في الترتيبات اللازمة لإحياء الذكرى في ضوء اجتماع قوى 14 آذار في فندق «بريستول»، وقال الجميل في تصريح: «تمر الذكرى هذا العام بعد موجة غير مسبوقة من التشكيك بوحدة الحركة الاستقلالية وقوتها واستمراريتها والتي انبثقت من ثورة الأرز، في محاولة فاشلة من قبل أطراف لإضعاف الشعور الوطني لدى أبناء انتفاضة الاستقلال ودفعهم الى التخلي عن هذه المسيرة والاستسلام لإرادة الخارجين على الدولة الذين لم يتوقفوا عن محاولة فرض شروطهم ووضع يدهم على السلطة ليخطفوا البلد الى مشاريع إقليمية غريبة عنه وعن شعبه المؤمن بلبنان أولاً»، ودعا الى «النزول الى ساحة الحرية، الى ساحتنا التي حققت إنجازات تحرير لبنان وخروج الجيش السوري من أراضيه، وإرساء العلاقات الديبلوماسية، لتأكيد مشروعنا: العبور الى الدولة (وليس الى الدويلات)، للدفاع فقط وحصراً عن السلاح الشرعي (وليس عن أي سلاح آخر غير شرعي تحت أي ذريعة كانت)، والالتزام بالقرارات الدولية (وليس للانقلاب عليها)، لترسيم الحدود وليس لانتهاكها، للإفراج عن معتقلينا وأسرانا في أقبية السجون السورية (وليس لتمديد إقامتهم وتجهيل مصيرهم)». ونبه حزب «الكتلة الوطنية» برئاسة العميد كارلوس إده من محاولات «تفريغ المناسبة من معناها السياسي بحجة أن الجمع يجب أن يكون وطنياً شاملاً وهو أمر غير مقبول طالما لم ينضم مطلقو هذا الشعار الى مشروع الدولة السيدة الباسطة وحدها قرارها على كامل تراب الوطن». وشدد الحزب على انه «احتراماً لكل الشهداء من الرئيس رفيق الحريري وشهداء ثورة الأرز وصولاً الى شهداء 7 أيار (مايو)، على جمهور 14 آذار أن يجدد التزامه بذكرى الشهداء وتضحياتهم وتصميمه على ألا يدع القتلة يفلتون من العقاب». وقال توفيق سلطان في تصريح عن الذكرى: «بعد أيام قريبة يطل علينا 14 شباط ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري شهيد كل لبنان بل شهيد العالم العربي والدولي. إن الغضب والحزن والاستنكار التي عمت العالم باستشهاده، كان من نتائجها المحكمة الدولية التي لا سابقة لها في التاريخ». ورأى «أن الجماهير الحاشدة التي ستتوجه عفوياً كالعادة في 14 شباط الى ساحة الشهداء، ليست بحاجة الى دعوة واستقبال، فهي التي واكبت مسيرة الرئيس الشهيد ودعمتها وهي التي راهنت عليه للنهوض بالبلد بعد حرب مدمرة، ولتكن ذكراه محطة وطنية جامعة، فهو كبير، حجمه بحجم الوطن، واستشهاده هز العالم، وليكن يوم 14 شباط يوم الالتفاف والدعم والتأييد للرئيس سعد الدين الحريري لتكملة المشوار». ودعا نائب الشمال السابق مصباح الأحدب في بيان «أبناء طرابلس والشمال خصوصاً الى المشاركة الكثيفة في الذكرى تأكيداً لتماسك جمهور ثورة الأرز بمعزل عن الانتقادات الجدية على أداء الإدارة السياسية لقوى 14 آذار». ودعا المنسق العام ل «تيار المستقبل» في عكار حسين المصري العكاريين «الى المشاركة الكثيفة كما في كل عام في هذه الذكرى، نظراً الى اختلافها إن من حيث الشكل أو المضمون، مع الإصرار الكامل على الشعارات نفسها في معرفة الحقيقة لتحقيق الأهداف التي نزل الناس من أجلها منذ خمس سنوات، وهي السيادة وترسيم الحدود، وبسط سيادة الدولة على أراضيها، والديموقراطية والحريات والحرية ونزع السلاح غير الشرعي». وعقد قطاع الشباب في «تيار المستقبل» في محافظة جبل لبنان الجنوبي اجتماعاً موسعاً في منسقية كترمايا، حضره منسقو لجان القرى في المحافظة برئاسة منسق القطاع خضر حدادة الذي شدد على أن «قطاع الشباب هو المحرك الأكبر ل «تيار المستقبل» والمشهد في 14 شباط لن يكون مختلفاً عن السنوات الماضية لنؤكد للمرة الخامسة أننا نحن أسياد قرارنا، ونحن الذين نحمل مشروعاً من أجل قيام الدولة القوية، ولنجدد الوفاء لمشروع الرئيس الشهيد رفيق الحريري وحامل الأمانة الرئيس سعد الحريري». ودعا أمين سر نقابة المحامين في طرابلس فهد المقدم أبناء الشمال عموماً وأبناء طرابلس خصوصاً والزملاء المحامين «الى أوسع مشاركة في الذكرى لما تمثل من مناسبة وطنية جامعة تدل على وفاء اللبنانيين لرجالاتهم العظماء وتمسكهم بوطنهم سيداً حراً مستقلاً». وحضت هيئة المحامين في حزب «الوطنيين الأحرار» جميع المحازبين والحقوقيين والمحامين الأحرار والحلفاء على المشاركة بكثافة في يوم 14 شباط، «لإحياء ذكرى شهدائنا الأبرار، وعلى رأسهم القائد الشهيد داني شمعون، والرئيس الشهيد رفيق الحريري، وسائر شهداء ثورة الأرز، كرمال لبنان وكرمالن نازلين». ودعا اتحاد بلديات السهل في البقاع الغربي «البقاعيين الذين لا يتأخرون أبداً عن تلبية النداء الوطني، الى المشاركة الشعبية الكثيفة في الذكرى لنستذكر مآثر الرئيس الشهيد وإنجازاته على مساحة الوطن ونستذكر معه رفاقه الشهداء».