تفاعلت أوساط طبية في السعودية مع أنباء أثيرت أخيراً، حول احتجاز طبيب نفسي داخل عنابر المرضى النفسيين في مستشفى حكومي، على خلفية تدهور حاله العقلية. وأحدثت احتمالية تأثر الأطباء النفسيين بمرضاهم، وإصابتهم بمشكلات نفسية سجالاً بين طبيب وممرض، إذ أكد الأول أن الدراسات والبحوث العلمية أثبتت عدم تأثر الطبيب باحتكاكه المباشر مع مرضاه الذين يعانون أزمات نفسية، فيما رأى الممرض احتمال إصابة العاملين في الصحة بالأمراض، نتيجة علاقتهم المباشرة مع المرضى النفسيين، مستدلاً بحادثة الطبيب «المجنون». وأرجع مدير مستشفى الصحة النفسية السابق في الطائف الدكتور رجب بريسالي، إصابة الأطباء بمرض نفسي إلى سببين، الاول معاناة غالبية المتعاقدين منهم من الغربة وعدم التكيّف مع الحياة الجديدة التي يعيشونها في بلاد الاغتراب، أما السبب الآخر فهو احتمال إصابة الطبيب أساساً بمرض نفسي لم يكتشف إلا متأخراً بعد ظهور الأعراض. وطالب وزارة الصحة بإيجاد أطباء استشاريين نفسيين للكشف على الأطباء كافة، قبل التعاقد معهم، مؤكداً أن الدراسات والبحوث العلمية نفت ارتباط إصابة الأطباء بأمراض نفسية، نتيجة احتكاكهم المباشر أو غير المباشر مع المرضى النفسيين، لافتاً إلى أن عدداً من الأطباء في تخصصات بعيدة عن الأمراض النفسية كالتخدير والأسنان لديهم ميول إلى الانتحار . وذكر أن الفرضيات والنظريات أرجعت الإصابة بالأمراض النفسية إلى الاستعداد الوراثي، إلى جانب الضغوط المهنية والخارجية الأخرى. في المقابل، رأى ممرض في مستشفى الصحة النفسية في الطائف ( فضّل عدم ذكر اسمه) أن اختلاط العاملين في الصحة، لاسيما الممرضين، بالمرضى النفسيين قد يسهم في إصابتهم بمشكلات نفسية، قد تتحول إلى مرض وتمتد إلى تصرفات لا إرادية، وأحلام وكوابيس مزعجة. وشدد على أهمية الكشف على تلك الفئة من العاملين، لاسيما ذوي الخبرات البسيطة، وتحويلها للعمل في المستشفيات الأخرى، واستدرك: «لاشك أن هناك نخبة من الأطباء في المستشفى تجاوزت خبرتهم 30 عاماً وآخرين ذوي تأهيل رفيع، يتمتعون بكفاءة عالية للتعامل، ما يحميهم من الإصابة بالأمراض النفسية».