يزور وفد من قيادة حركة «حماس» موسكو خلال الأيام المقبلة تلبية لدعوة من وزارة الخارجية الروسية في إطار «حرص الروس على مواصلة العلاقات والمشاورات مع كل الأطراف». وأعلنت وزارة الخارجية الروسية أمس ان الوفد برئاسة رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل سيناقش جهود المصالحة الفلسطينية وفرص استئناف محادثات السلام مع اسرائيل. وينتظر ان يجري الوفد محادثات مع وزير الخارجية سيرغي لافروف وشخصيات روسية بارزة، بالإضافة إلى لقاءات مع مسؤولي الإدارات الدينية لمسلمي روسيا، والكنسية الأرثوذكسية الروسية. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية اندريه نيسترينكو في مؤتمر صحافي اسبوعي ان «الموضوع الرئيس الذي سيناقش هو طريقة انهاء الانقسامات الفلسطينية وكيفية استئناف المفاوضات». وقال مصدر مطلع ل «الحياة» أن مشعل سيكون على رأس الوفد الذي يضم أيضاً نائبه موسى أبو مرزوق وممثل الحركة في لبنان اسامة حمدان وقياديين آخرين في «حماس». وبحسب المصدر، فإن الزيارة تأتي تلبية لدعوة رسمية وجهها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، مؤكداً الحرص الذي تبديه موسكو على مواصلة انفتاحها ومشاوراتها مع كل الأطراف الفلسطينية. وبالإضافة إلى جلسات الحوار الرسمية التي ينتظر ان يعقدها لافروف مع وفد الحركة، لمح المصدر إلى توقع عقد لقاءات أخرى، بعضها علني وجزء منها بعيد من الأضواء. وينتظر ايضاً أن يكون على جدول أعمال الزيارة لقاءات مع شخصيات وفعاليات ناشطة في روسيا، كما أن هذه الزيارة، وهي الثالثة التي يقوم بها مشعل لموسكو منذ أن فاجأت روسيا العالم بفتح قنوات الاتصال مع الحركة، ستشتمل على لقاءات مع ممثلي الإدارة الدينية لمسلمي روسيا، ولقاء في بطريركية الكنيسة الأرذوكسية الروسية ينتظر أن يكون مع رئيس الكنيسة البطريرك كيريل. وأكد المصدر أن الزيارة تأتي في إطار «المشاورات التي تجريها موسكو مع كل الأطراف»، في إشارة إلى زيارة الرئيس محمود عباس قبل أسابيع لموسكو، علماً أن موسكو كانت أكدت موقفها الداعي الى ضرورة استعادة الوحدة الفلسطينية باعتبار ذلك شرطاً أساسياً لدفع جهود استئناف عملية السلام في المنطقة. وشدد وزير الخارجية قبل أيام على أن بلاده متمسكة بموقفها في شأن ضرورة عدم عزل أي طرف، معتبراً أن هذه السياسة (العزل) تضر بمساعي تحقيق تقدم في عملية السلام. وكانت روسيا وجهت اول دعوة لقيادة «حماس» لزيارة موسكو في آذار (مارس) عام 2006 بعد فوز الحركة في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني. وقوبل الموقف الروسي حينها بعاصفة من الانتقادات في الولاياتالمتحدة وإسرائيل وبلدان غربية، لكن الروس استقبلوا وفد الحركة مرة ثانية بعد مرور أقل من عام على تلك الزيارة. وأكدت موسكو في حينه أن مواقف البلدان الغربية المعارضة لسياستها في شأن فتح قنوات الاتصال والتنسيق مع الحركة «سيتغير بعدما تتفهم تلك الدول عقم سياسة العزل والحصار».