بعد القرار العوني بالتصعيد، رداً على قرار التمديد للقادة العسكريين اللبنانيين، لم تقفل أبواب الإتصالات واللقاءات السياسية لإيجاد مخرج للمشكلات العالقة وخصوصاً التعيينات الأمنية، عشية إنعقاد مجلس الوزراء بعد غد الخميس. وسجلت في السراي الكبيرة لقاءات لرئيس الحكومة تمام سلام مع كل من وزير الداخلية نهاد المشنوق ووزير الصحة وائل أبو فاعور وتم عرض للأوضاع العامة. وفي انتظار بلورة الاتجاهات السياسية صدرت مواقف كان أبرزها لنائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري الذي قال: «المواطن تعب من سياسات تعطل حياته. واليوم يأتي من يزيد على قلبه من خلال توتير البلد والتهديد بشل الحكومة واللجوء الى الشارع، وكل ذلك لاسباب وطموحات شخصية وعائلية»، معتبراً «ان هذا الاسلوب مرفوض وغير مفيد لا لصاحبه ولا للبلد». واضاف: «لجوء العماد ميشال عون الى هذا الاسلوب يسيء الى المطالب التي ينادي بها لتسيسيه كل شيء حتى الجيش». وأكد ان «الحريص على وصول هؤلاء الضباط الى موقع المسؤولية والحريص على حقوق المسيحيين وعلى الوضع الطبيعي في المؤسسات يجب ان يسارع اليوم قبل الغد الى انتخاب رئيس للجمهورية كي تستقيم الامور، كما ان الحريص على مصلحة المسيحين ولبنان لا يسيء الى قائد الجيش ولا الى معنويات المؤسسة العسكرية». وأعلن وزير الاتصالات بطرس حرب «ايماننا بعدم التخلي عن وجود الدولة التي تترجم بالمؤسسات وانتخاب رئيس للجمهورية وبدور المجلس النيابي». وقال: «في جو التعطيل هذا، نعلن الايمان بدولة لبنان ومستقبله كي لا يفقد المواطن الامل في الحفاظ على البلد». ورأى عضو كتلة «المستقبل» النيابية أحمد فتفت أن «رفع سن تقاعد العسكريين ولد ميتاً لأنه يستوجب اجتماع المجلس النيابي وهناك حواجز وضعها النائب عون أمام اجتماع المجلس كما أن قيادة الجيش ترفض هذا الموضوع وتيار المستقبل لا يرى أنه الحل الأفضل لأنه حل تبذيري على صعيد الموازنة ويؤدي الى انعكاس الهرم ما يشكل خطراً على تركيبة الجيش» . وقال فتفت بعد زيارته رئيس حزب «الكتائب» النائب سامي الجميل: «مشكلة عون مع حلفائه لا مع تيار المستقبل»، مؤكداً أن قراراً بحجم التمديد للقيادات الأمنية لم يكن ليصدر من دون معرفة «حزب الله». وأكد عضو الكتلة ذاتها جمال الجراح أن «الجهود مستمرة لإيجاد مخرج لأزمة التعيينات الأمنية قبل جلسة مجلس الوزراء»، وحذر من «التداعيات التي قد تتأتى على هيكلية المؤسسة العسكرية وخزينة الدولة جراء الإقتراح المطروح اليوم». وأمل ب «التوصل الى حل من خلال ترقية عدد من الضباط الى رتبة لواء»، مشيراً الى «أن مقاربة العماد عون للأمور لن تؤدي إلا إلى المزيد من الانهيار في مؤسسات الدولة»، مشيراً الى «وجود تباينات كبيرة في عدد من الملفات المصيرية والمهمة مع عون». الكتائب واعتبر الجميل لاحقاً بعد اجتماع المكتب السياسي الكتائبي ان «الحكومة أصبحت غير منتجة والحد الأدنى أن تترك جلساتها مفتوحة ولا ترفعها قبل أن تحل مشكلة النفايات». ورأى ان «ترك النفايات على الطرق قرار مقصود، ونقول لرئيس الحكومة، ضحية الواقع، الله يساعدك لأن هناك مصالح مالية وحزبية وشخصية تعطل مسار الحكومة». وطالب ب»حال طوارئ»، داعياً ال»40 نائباً المتغيبين عن الجلسات إلى تحمل مسؤولية مباشرة عن الشلل الموجود في الدولة، ومنطق أنا أو لا أحد لن يوصلنا إلى مكان». وقال: «أي مرشّح ينتمي إلى محور إقليمي لن يصل لأن أي محور لن يقبل أن يأتي رئيس من المحور الآخر، علينا أن نخرج عن المرشحين الذين ينتمون إلى محاور». وتوجه بنداء باسم «الكتائب»: «لنطو صفحة ونفتح صفحة جديدة، ونحتفظ بحقنا بمبادرات لازمة لنضغط بهذا الاتجاه على كل المستويات». وعن قول عون إن «الجيش يقصّر والوجود المسيحي منّة من حزب الله»، قال: «كلام عون، وأتمنى التراجع عنه ولا بد من ان نضع ثقتنا بالجيش». واعتبر ان «الرئيس أمين الجميّل مرشح توافقي ولكن لا الكتائب ولا الرئيس الجميّل سيقفان حجر عثرة أمام التوافق فلا مكان لأي أنانية أو مصلحة شخصية».