طهران، موسكو، لندن، برلين – أ ب، رويترز، أ ف ب – رحّب الغرب وروسيا والصين أمس، بإعلان الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد استعداد بلاده لإرسال يورانيوم منخفض التخصيب الى الخارج لرفع مستوى تخصيبه، بغية استخدام الوقود النووي في مفاعل طهران للبحوث الطبية. لكن الغرب طالب طهران ب «إعطاء رد قاطع» في هذا الشأن، تحت طائلة فرض عقوبات جديدة. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بعد لقائه نظيره النروجي يوناس غار ستوري: «اذا كانت ايران مستعدة للعودة الى الاتفاق الاصلي، لا يمكننا الا الترحيب بذلك». في باريس، قال وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي ان «من الضروري مواصلة المفاوضات والحوار»، مضيفاً بعد لقائه نظيره الفرنسي برنار كوشنير ان «المحادثات جارية حول تزويد ايران بالوقود النووي». اما كوشنير فاعتبر ان ليس هناك «رداً رسمياً» على مشروع الوكالة الذرية. ورأت الخارجية البريطانية ان قبول ايران مشروع الوكالة الدولية للطاقة الذرية «سيشكل اشارة ايجابية على رغبتها في اجراء حوار مع المجموعة الدولية حول الملف النووي»، مضيفة: «لكن ذلك لا يغيّر التقييم الذي اجريناه في 16 كانون الثاني/يناير في ما يتعلق بعدم اجراء ايران مفاوضات جديدة». وتابعت: «تلك تبقى النقطة الحاسمة لتبديد القلق الدولي الشديد حول برنامجها النووي». اما وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلله فدعا طهران الى تقديم تنازلات حقيقية، قائلاً: «اذا لم يحدث ذلك وكانت كل هذه مجرد تكتيكات، سيوافق المجتمع الدولي على اتخاذ مزيد من الإجراءات. حينذاك لا يمكن استبعاد العقوبات». جاء ذلك بعد دعوة الناطق باسم الخارجية الاميركية فيليب كرولي ايران «إذا كانت جادة، الى إبلاغ الوكالة الذرية باستعدادها لقبول الاتفاق». وقال: «لسنا على استعداد لتغيير ذلك الاتفاق، لسنا مهتمين بإعادة التفاوض عليه. إذا كانت ايران تريد قبوله، عليها ابلاغ الوكالة الذرية»، كما حضّ طهران على «إعطاء رد قاطع». وكان نجاد قال للتلفزيون الايراني: «لا مشكلة لدينا حقاً في إرسال اليورانيوم المخصب إلى الخارج، لكن بعض الدول اظهرت تصرفات خاطئة ادت الى تأجيل المفاوضات وعملية التبادل. بعضهم ينفعل من دون سبب». واضاف: «نوقّع عقداً، نعطيهم اليورانيوم المخصب بنسبة 3.5 في المئة وبعد 4 او 5 أشهر يعطونا (اليورانيوم المخصب) بنسبة 20 في المئة». وجدد دعوته «روسياوفرنسا واميركا الى اقامة 20 محطة نووية لتوليد الطاقة الكهربائية، وهذا لمصلحتنا وايضاً لمصلحتهم». واعتبر الرئيس الايراني ان ما تردد عن نية الولاياتالمتحدة نشر أنظمة مضادة للصواريخ في الخليج، يستهدف «نهب العائدات النفطية لبلدان هذه المنطقة». وقال: «لا نشعر بأي خطر من نشر هذه الصواريخ. انهم لا يملكون الجرأة والقدرة على توجيه ضربة لإيران، وهي الآن أكبر قوة إقليمية». واعلن نجاد ان ثمة «محادثات تُجرى» بين طهرانوواشنطن لإمكان تبادل ثلاثة اميركيين محتجزين في ايران، بايرانيين محتجزين في الولاياتالمتحدة. لكن البيت الابيض سارع الى نفي ذلك. وفي ما يبدو انها اشارة الى اليابان، أعلن رئيس «المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية» علي أكبر صالحي ان دولة آسيوية ستشارك في تبادل الوقود النووي مع إيران، إلى جانب فرنسا والبرازيل. من جهة اخرى، أعلنت إيران أمس، إطلاق قمر اصطناعي محلي الصنع حمل «كبسولة تجريبية» حوت كائنات حية إلى الفضاء، في خطوة أثارت «قلق» فرنسا التي تخشى أن تستخدم إيران هذه التكنولوجيا لتطوير أسلحة باليستية ونووية. وأعلن وزير الدفاع الإيراني أحمد وحيدي إطلاق «كاوشكر-3» (المستكشف-3)، بوصفه جزءاً من البرنامج الفضائي الإيراني. وجاء في تقرير لقناة «برس تي في» الإيرانية: «أجرت إيران تجربة ناجحة لاطلاق الصاروخ المحلي الصنع كاوشكر-3 حامل الأقمار الاصطناعية». وبثت القناة لقطات للصاروخ وهو ينطلق من منطقة صحراوية، مشيرة الى انه سينقل بيانات إلكترونية ولقطات حية للأرض. وزادت أن الصاروخ حمل كبسولة تجريبية فيها «كائناً حياً» تمثل في فأر وسلحفتين وديدان. وأفادت وكالة الأنباء الطالبية الإيرانية (إيسنا) بأن الكبسولة عادت بنجاح مع «ركابها». وقال نجاد إن «إرسال كائنات حية الى الفضاء تقدم هائل. نجري تجارب عليهم ثم يعودون الى الأرض. انها بداية إنجازات أكثر ضخامة، ونأمل بأن نتمكن من إرسال روادنا إلى الفضاء قريباً». واعتبر أن «ساحة العلوم والتكنولوجيا هي مجال كسر نظام الهيمنة العالمي». في واشنطن، أكد مدير الاستخبارات الاميركية دنيس بلير أن التقدم الذي تحرزه إيران في تخصيب اليورانيوم وفي مجالات أخرى، يؤيد الاستنتاجات التي وردت في تقديرات الاستخبارات الأميركية لعام 2007، والتي تفيد بأن «إيران تملك القدرة الصناعية والفنية والعلمية التي تمكنها في نهاية المطاف من إنتاج أسلحة نووية في السنوات القليلة المقبلة، إذا اختارت أن تفعل ذلك. ولكننا لا نعلم إذا كانت إيران ستقرر في نهاية الأمر صنع أسلحة نووية». واضاف في شهادة امام لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الاميركي، ان «ايران استعدت لعقوبات دولية جديدة محتملة، عبر تحديد مصادر تزود بديلة ممكنة للبنزين ومنها الصين وفنزويلا».