بهدف توظيف الفتيات من ذوي الاحتياجات الخاصة، أنشئ لهن مصنع للملابس والمنسوجات في نادي الصم والبكم بمدينة جدة، وبدأ المشروع في العمل ب «50» فتاة من الصم والبكم يعملن على أحدث ماكينات التطريز والتصميم والخياطة وينتج المصنع جميع مستلزمات الأسرة والبيت من لحف ومفارش وستائر وجهاز المواليد والعرائس، وأزياء السهرة والكاجوال. أكدت مسؤولة المصنع نهى جنيدي ل«الحياة» أن الهدف من المشروع خيري، إذ يهدف الى توظيف الفتيات من ذوي الاحتياجات الخاصة من جميع الإعاقات، لكنه بدأ بتدريب وتوظيف فتيات من الصم والبكم على أن يتم التوسع بإذن الله ليتم توظيف فتيات من إعاقات أخرى، إضافة إلى أن ريع المشروع، بعد خصم المصروفات منه، يعود إلى نادي الصم والبكم. وأوضحت : ان النادي تعليمي ترفيهي متخصص للسيدات الصم والبكم، إذ يحصلن فيه على دورات تعليمية مختلفة، وبرامج ترفيهية أكثر من مرة في الأسبوع حتى تجتمع سيدات الصم والبكم مع بعضهن البعض ويتعارفن ويغيرن جو، لافتة إلى أن كل الخدمات التي يحصلن عليها في النادي مجانية، إذ إن الهدف منه جمع هذه الفئة وإشعارهن بأن هناك من يساندهن ويهتم بأمرهن. وعن عمل الفتيات في المصنع، أوضحت نهى جنيدي أن المشرفات في النادي يُجِدن لغة الإشارة، لذا حصلن على تدريب على استخدام الماكينات أولاً، ثم دربن بدورهن البنات الصم والبكم على التصميم والتطريز بالماكينات، وأضافت، الفتيات ممتازات وأبدعن في مجال التصميم والتطريز والخياطة ويشعرن بسعادة بالغة بالعمل، إذ إنها أول مرة يشعرن أن لهن مجتمعهن الخاص بهن الذي جمعهن، كذلك إحساسهن بأن لديهن مهنة في أيديهن ومهارة كان دافعاً قوياً للعطاء والإبداع وفخورات جداً بإنتاجهن. وتنتج فتيات الصم والبكم في المصنع كل ما يتعلق بالتطريز وأي رسمة بإمكانهن تنفيذها وتطريزها، وأشارت جنيدي إلى ان الفتيات يعملن على تصاميم فساتين السهرة وتنفذ في أحد المصانع المتعاقدة مع المصنع، لكنهن ينفذن طلبات شخصية للأفراد، إذ «تأتينا عرائس ونساء نصمم لهن فساتين وننفذها، أيضاً نعمل على ملابس الكاجوال ونطرز أسماء الأطفال على الملابس، وننتج لوازم المطبخ، ونقوم بتنفيذ اللحف والمخدات والستائر، وتزيين المهر، وقد نفذنا جهاز عروسة كاملاً، ونعمل على إنتاج جهاز المولود لامرأة أخرى، إضافة إلى تصميم وتنفيذ «لوجوهات» على ال «تي شرتات» والكابات لشركات كبرى نقوم بتطريزها»، وأضافت جنيدي «كل العمل من إنتاج فتيات الصم والبكم، لكن التفاهم في البداية يكون بين الزبونة والمشرفات اللاتي بدورهن ينقلن الفكرة للبنات عبر لغة الإشارة». الإقبال كبير جداً على إنتاج مصنع نادي الصم والبكم، إذ شاركن في معرض من اكبر معارض المفروشات ولاقى إنتاجهن القبول والإعجاب من الزبائن والزوار، وأوضحت نهى جنيدي، شاركنا بمفارش ولحف وستائر فكان الإقبال رائعاً ومشجعاً جداً، ثم بدأ الناس يعرفوننا، متمنية أن يكون الإقبال أكثر، خصوصاً أن الأسعار هي أسعار السوق نفسها، مؤكدة أن الجودة أفضل، إذ إن «الإمكانات لدينا جيدة ومتوافرة، والمنتجات المتوافرة في السوق مستوردة من الخارج وليست منفذة بالدقة التي نحرص عليها حتى نتميز في الجودة ونستطيع المنافسة في الأسعار»، وتحصل الفتيات على راتب 2500 ريال، كما سيحصلن على نسبة من أرباح المبيعات، ورأت جنيدي أن الراتب في مشروع نادي الصم والبكم أفضل راتب حصلت عليه هذه الفئة، إذ إنهن يتقاضين رواتب ضئيلة جداً في أماكن أخرى عملن فيها. وأكدت «نعطي أفضل رواتب موجودة في السوق، وحينما نحصل على أرباح سنعطيهن نسبة منها إضافة إلى رواتبهن»، لكن الأهم أن الفتيات وجدن مجتمعهن الذي يضمهن مع بعضهن البعض وحصلن على مهنة وراتب في أيديهن، وانخرطن في سوق العمل بكل ثقة بأنفسهن وإنتاجهن وإبداعهن ليصبحن عضوات فاعلات في المجتمع، لكنهن ينتظرن الدعم والتشجيع من المجتمع، معتبرة أن أي شخص يأتي بطلبية للمصنع فهو دعم حقيقي للمصنع، مشيرة إلى ان الراعي الرسمي للمشروع صالح التركي، الذي عمل جاهداً لكي يرى المصنع النور، ويرى إنتاج الفتيات السعوديات من ذوي الاحتياجات الخاصة يغزو الأسواق والطلب يزداد عليه.