سيطرت القوات الموالية للحكومة اليمنية الشرعية ومعها مسلحو «المقاومة الشعبية» أمس على معسكر «لبوزة»، آخر معقل لجماعة الحوثيين والقوات الموالية لهم في محافظة لحج (شمال عدن) وأعلنت التقدم باتجاه الخط الحدودي الذي كان يفصل بين شمال الجنوب وجنوبه، فيما كان مسلحو الجماعة يفرون من وجهها شمالاً. كما أكدت القوات الشرعية سيطرتها على مدينة جعار في محافظة أبين (شرق عدن) وبدء معركة تحرير زنجبار (كبرى مدن المحافظة). (للمزيد). وقال المتحدث باسم «المقاومة الشعبية» في الجنوب علي الأحمدي ل «الحياة» إن المقاومين واصلوا تطهير مناطق في محافظة أبين، وصولاً إلى محافظة لودر. وأشار إلى أن المقاومة سيطرت على معسكر للميليشيات وأنصار الرئيس السابق علي عبدالله صالح. وذكر مصدر في تعز أن القتال يدور في أطراف المدينة، وأن جيوباً من ميليشيات الحوثيين دخلتها، وتم التصدي لها وملاحقتها إلى خارج تعز. وعلى الحدود السعودية - اليمنية أغارت طائرات التحالف أمس على مواقع للحوثيين في رازح وساقين، وردت مدفعية التحالف وطائرات «اباتشي» السعودية على مسلحين ألقوا قذائف قرب مواقع على الحدود السعودية - الجنوبية. واشار مصدر ل «الحياة» إلى أن المدفعية ردت أمس على مصادر النيران داخل اليمن بعد محاولة مسلحين قصف مناطق حدودية، وذكر الأحمدي أن المقاومة مستمرة في تطهير المحافظات الأخرى وضبط الأمن فيها. وأشار إلى أهمية الدور الذي تقوم به المنظمات وهيئات الإغاثة، وتنظيم توزيع المساعدات للمدن المحررة، وناشد الجيش النظامي تسريع عودة الأطباء، وتوفير مراكز للمصابين، ونقلهم الى دول الجوار لمعالجتهم والاستفادة من خدمات المقاتلين بعد التأهيل والعلاج. إلى ذلك وصلت أمس إلى مطار عدن الدولي أول طائرة مدنية تابعة للخطوط الجوية اليمنية قادمة من جيبوتي وعلى متنها 300 مدني من اليمنيين العالقين في الخارج. كما وصلت أمس أول رحلة بحرية إلى ميناء البريقة بمحافظة عدن قادمة من ميناء المكلا بمحافظة حضرموت، وتحمل نازحين من أبناء محافظة عدن، نزحوا منذ أكثر من ثلاثة أشهر إلى المكلا بسبب الحرب. وتأتي عودة النازحين إلى عدن بعد إعلان الحكومة الشرعية إمكان عودة الأهالي النازحين إلى محافظاتهم، خصوصاً بعد الزيارة الأخيرة التي قام بها نائب رئيس الجمهورية رئيس مجلس الوزراء خالد بحاح قبل أيام إلى محافظة عدن لتسهيل عودة الحكومة وتيسير أعمالها. وواصل طيران التحالف غاراته على مواقع الحوثيين وتجمعاتهم في مختلف جبهات القتال وعلى طول الخط الحدودي الشمالي الغربي، وكشفت مصادر المقاومة أن أربعة ألوية عسكرية مزودة بعتاد وآليات متطورة أشرفت على تدريبها وتجهيزها قوات التحالف بدأت التحرك من منطقة العبر في حضرموت إلى محافظتي شبوة ومأرب المجاورتين لحسم المواجهات الدائرة فيهما بين مسلحي «المقاومة الشعبية» والقوات الموالية للحوثيين. وكشفت مصادر المقاومة أن بعثة الصليب الأحمر الدولي في عدن قامت بنقل سبعة أسرى حوثيين إلى صنعاء مقابل إطلاق الجماعة 30 أسيراً جنوبياً، وهي أول صفقة لتبادل الأسرى يتم التفاهم حولها بين طرفي القتال. وأكدت مصادر المقاومة والقوات الموالية للشرعية أنها سيطرت على معسكر «لبوزة» بعد معارك ضارية ونشرت قواتها في مناطق عقان وحول محيط قاعدة العند، وقالت إن عشرات الحوثيين قتلوا وجرحوا خلال الهجوم على المعسكر، وأضافت أنها تقوم بتعقب الفارين منهم إلى مناطق كرش والراهدة على الحدود التاريخية بين شمال اليمن وجنوبه. واستهدف طيران التحالف منزل محافظ لحج المعين من قبل الحوثيين في منطقة الراهدة والذي يدعى أحمد جريب، كما شن سلسلة غارات على جيوب مسلحي الجماعة الفارين شمال لحج وأغار على مواقعهم في زنجبار والبيضاء وتعز وضرب صفوفهم الأمامية غرب مدينة مأرب التي يشهد محيطها معارك كر وفر منذ أكثر من أربعة أشهر. وفي حين قدرت مصادر محلية وطبية في أبين أن 30 حوثياً على الأقل قتلوا في غارات لطيران التحالف استهدفت أمس زنجبار ومناطق الكود ودوفس، تواصلت الاشتباكات وسط مدينة تعز وفي محيطها، وأفادت مصادر المقاومة بأن أربعة من عناصرها على الأقل قتلوا خلال المواجهات مقابل عشرات من الحوثيين لم تتبين عددهم سقطوا بين قتلى وجرحى.