أفاد وزير الخارجية الأميركي جون كيري، الخميس، بأنه توصّل الى اتفاق مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، قد يحمل الأممالمتحدة على تشكيل مجموعة خبراء مكلّفة تحديد المسؤولين خلف الهجمات بغاز الكلور في سورية. وقال كيري غداة لقاء مع لافروف في ماليزيا: «بحثنا كذلك في قرار الأممالمتحدة، وأعتقد أننا توصلنا الى اتفاق يفترض بموجبه أن يتم التصويت على هذا القرار قريباً، وأن تنشأ آلية لمحاسبة (المسؤولين)». ومن الممكن أن يصوّت مجلس الأمن الدولي هذا الأسبوع، على قرار تشكيل لجنة مهمّتها تقديم كل من يقف وراء استخدام الأسلحة الكيماوية الى العدالة. وقدمت الولاياتالمتحدة مشروع قرار للدول ال15 الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، يدعو الى إنشاء فريق عمل ل «تحديد، بأقصى ما يمكن، الأفراد والكيانات والجماعات، أو الحكومات» المتورّطة في استخدام الأسلحة الكيماوية. لكن القيام بذلك يحتاج الى دعم من موسكو، حليفة نظام الرئيس السوري بشار الأسد، إذ إن روسيا كما الولاياتالمتحدة، تملك حق النقض (فيتو) في مجلس الأمن الدولي. وقال كيري للصحافيين بعد منتدى الأمن الإقليمي في ماليزيا: «ما نحاول القيام به هو الحصول على أكثر من مجرد الوقائع ومعرفة من استخدم الكلور فعلاً، وتحميله مسؤولية هذا الاستخدام». وأضاف: «نعتقد، أن ما سنصل إليه بهذا القرار هو خلق آلية تتيح لنا القيام بذلك. هذا ما نأمله». وتزايدت الضغوط على مجلس الأمن الدولي للتحرك حول النظام، حيث دخلت الأزمة عامها الخامس وأودت بحياة أكثر من 230 ألف شخص. وتتّهم بريطانيا وفرنسا والولاياتالمتحدة النظام السوري بتنفيذ هجمات بالغاز، باستخدام براميل متفجّرة تُلقى من المروحيات. وتؤكد هذه الدول الثلاث أن النظام السوري هو الوحيد الذي يمتلك مروحيات، فيما تصرّ روسيا على أنه لا توجد أدلة دامغة على أن دمشق تقف وراء الهجمات. وقالت روسيا أنها تؤيد خطوة تحديد المسؤول عن هجمات الكلور، وأنها كانت تجري محادثات مع الولاياتالمتحدة حول القرار المقترح. وأكدت ناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية، أنه تمت مناقشة المسألة. وأضافت ماريا زاخاروفا: «كل ما يمكنني قوله هو أن اتفاقاً مثل هذا لا يمكن أن يتم إلا من خلال مجلس الأمن الدولي». وكان خبراء من المنظمة الدولية لحظر السلاح الكيماوي، أكدوا في ثلاثة تقارير، وجود «أدلة غير مشكوك فيها» باستخدام الكلور في شمال غربي سورية ووسطها. ووافقت روسيا، على رغم اعتراض إيران، على نقل الملف الى مجلس الأمن لتحديد المسؤول عن استخدام الكلور. ووفق ديبلوماسي غربي، فإن المرحلة الثالثة من «ملف الكلور» بعد التأكد من استعماله وتحديد المسؤولية، ستكون محاسبة المسؤول عن هذا الاستخدام. وكانت دول غربية اتهمت النظام السوري باستخدام السلاح الكيماوي بهجمات أدت الى مقتل حوالى 1400 مدني شرق دمشق. ولوّحت أميركا بقصف مواقع للنظام، لكن تسوية أميركية - روسية أدت الى التوصّل الى اتفاق دولي لنزع السلاح الكيماوي بموجب القرار 2118 في نهاية 2013.