أعلنت حكومة إقليم كردستان أنها تعرضت لخسائر مادية تقدر ب 250 مليون دولار بسبب استهداف حزب «العمال الكردستاني» لخط أنابيب النفط إلى ميناء جيهان التركي، فيما اغتيل مدير خطوط الأنابيب في شركة «نفط الشمال» جنوب محافظة كركوك. وكانت أنقرة اتهمت حزب «العمال» بالوقوف وراء هجوم استهدف الأنبوب الأسبوع الماضي، وأدى إلى توقف الضخ، واعتبرت حكومة الإقليم الهجوم ضربة ل»قوت ومصالح الشعب الكردي» الذي يمر بأزمة مالية خانقة. وأعلنت وزارة الثروات الطبيعية، في بيان أمس أن «الهجوم الذي شنه حزب العمال الكردستاني على أنابيب النفط داخل الأراضي التركية أدى إلى توقف شبه تام لإمدادات الخام، ولحقت بالإقليم خسائر مالية بنحو 250 مليون دولار». ولفتت إلى أن «هذه الخسائر تعادل رواتب شهر كامل لقوات الشرطة والأمن والبيشمركة، لأن الأنبوب يعد المصدر الرئيس لإيرادات الإقليم ومن خلاله يتم تأمين مستحقات الموظفين». وأضاف البيان أن «الهجوم لم يلحق أضراراً بالاقتصاد التركي، فيما خلف أضراراً علناً بنسبة 99 في المئة». وكانت «قوات حماية الشعب»، الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني، أعلنت في بيان إن «الهجوم الذي استهدف أنابيب النفط داخل الأراضي التركية نفذته عناصرنا، ولم يكن متعمداً، لأنها كانت تجهل عائديته»، وذكرت أنها «لا تتبنى أي موقف معادي لإقليم كردستان». وجاء الهجوم رداً على الحملة العسكرية التي أعلنتها الحكومة التركية منذ أيام ل»مكافحة الإرهاب» والتي تشمل تنظيم «داعش»، واستهدفت غارات جوية معاقل مسلحي الحزب عند الشريط الحدودي مع إقليم كردستان، بموازاة حملة اعتقالات طاولت ناشطين أكراداً وقوى يسارية. إلى ذلك، تضاربت الأنباء حول استئناف ضخ النفط عبر الخط، ونقلت وكالة رويترز عن وكلاء شحن ومصادر في قطاع الطاقة التركي إن «عملية الضخ متوقفة منذ الخميس الماضي بسبب هجوم حزب العمال، على رغم تدفقه لفترة وجيزة، وتوقف لاحقاً لإجراء أعمال صيانة». ورجح المسؤولون «استئناف عملية الضخ (اليوم)»، فيما أعلن وزير الطاقة التركي تانر يلدز أمس «استئناف جزئي لتدفق الخام على رغم أن أحد الخطوط ما زال عاطلاً حيث يخضع لعملية إصلاح»، وأكد «تراجع معدل الضخ بسبب هجوم حزب العمال». من جهة أخرى، أفاد مصدر أمني كردي أن «مدير خطوط الأنابيب في شركة نفط الشمال سعد علي حسن قتل مع سائقه بأسلحة كاتمة للصوت في حي يايجي جنوبكركوك». وهذه ثاني عملية اغتيال من نوعها منذ أواخر الشهر الماضي عندما هاجم مسلحون يحملون أسلحة كاتمة للصوت مدير هيئة العمليات في شركة نفط الشمال سعد حسن الكربلائي، وأردوه في حي عرفة شمال كركوك.