وافقت ادارة الرئيس الاميركي باراك أوباما تزويد مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة بحماية جوية دفاعية ضد هجمات محتملة من النظام السوري، الأمر الذي اعتبرته موسكو سيقوض قدرة نظام الرئيس بشار الأسد على قتال تنظيم «داعش». وقال ديمتري بيسكوف الناطق باسم الكرملين للصحافيين أمس: «شددت موسكومرات عديدة على أن مساعدة المعارضة السورية - سواء كانت بوسائل مالية أو فنية (عسكرية) ستؤدي إلى مزيد من زعزعة استقرار الوضع في البلاد». وكان مسؤولون أميركيون قالوا امس إن الولاياتالمتحدة قررت السماح بشن غارات جوية للدفاع عن مقاتلي المعارضة السورية الذين دربهم الجيش الأميركي في مواجهة أي مهاجمين حتى لو كانوا من القوات الموالية للأسد. ويهدف القرار الذي اتخذه أوباما الذي قد يعمق الدور الأميركي في الصراع السوري إلى حماية مجموعة المقاتلين السوريين الوليدة الذين سلحتهم ودربتهم الولاياتالمتحدة لمحاربة تنظيم «داعش» وليس القوات الحكومية السورية. لكن في الحرب الأهلية السورية التي تسودها الفوضى لا يمثل عناصر «داعش» التهديد الوحيد على المجموعة التي دربتها الولاياتالمتحدة. وتعرضت أول دفعة من القوات التي دربتها الولاياتالمتحدة ونشرتها في شمال سورية للنيران يوم الجمعة من متشددين آخرين مما أدى إلى شن الولاياتالمتحدة أول غارات جوية معروفة لمساندة تلك القوات. وقال مسؤولون أميركيون اشترطوا عدم نشر اسمائهم كي يتسنى لهم تأكيد تفاصيل القرار إن الولاياتالمتحدة ستشن هجمات لدعم التقدم الذي أحرز ضد أهداف «داعش». وكانت صحيفة «وول ستريت جورنال» أول من كشف عن القرار. ومن المقرر أن توفر الولاياتالمتحدة أيضاً دعماً دفاعياً لصد أي مهاجمين. وقلل مسؤولون أميركيون من احتمال إقدام القوات الموالية للأسد على استهداف مقاتلي المعارضة المدعومين من الولاياتالمتحدة، مع ذلك لا يستبعد الأميركيون احتمال نشوب اشتباك غير مقصود. وامتنعت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) والبيت الأبيض تأكيد تصريحات المسؤولين الأميركيين. وقال اليستير باسكي الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي إنه لم يتم تقديم دعم واسع النطاق إلا للقوات التي دربتها الولاياتالمتحدة، بما في ذلك «الدعم بنيران دفاعية لحمايتهم»، وأشار كدليل على ذلك إلى الغارات الجوية التي شنتها يوم الجمعة الولاياتالمتحدة. وبدأت وزارة الدفاع الاميركية في أيار (مايو) الماضي برنامجاً لتدريب وتسليح خمسة آلاف مقاتل معارض سنوياً لقتال «داعش» بموجب برنامج أقره الكونغرس الاميركي بموازنة قدرها نصف بليون دولار سنوياً. وشنت «جبهة النصرة» الجمعة الماضية هجوماً واسعاً في ريف حلب ضد مقرات «الفرقة 30» و «جيش الثوار» اللذين دربت الولاياتالمتحدة عناصرهما بعد أيام على دخول حوالى 50 مقاتلاً كانوا خضعوا لمعسكرات تدريب الى سورية محملين بأسلحة اميركية، عبر باب السلام على الحدود السورية - التركية.