ما قدمه النصر والأهلي في مباراتهما الأخيرة يؤكد أن الفريقين الكبيرين لن يكونا ضيفي شرف في الموسم المقبل لدوري زين للمحترفين، بل قد يحدثان انقلاباً على الهلال والاتحاد، ويهددان عرشهما المعتاد. والحقيقة أن الإدارتين في الفريقين عملتا الكثير في الموسم الحالي، وفريقاهما عسكرا خارجياً في اسبانيا وألمانيا، كما عسكر الهلال في النمسا، وأحضرا المدربين واللاعبين المحليين والأجانب. لكن وعلى رغم هذا العمل، لم يبلغا الهدف، وهو الدوري الذي غابا عنه سنوات طويلة، ولذلك أسباب كثيرة منها على سبيل المثال ظاهرة تغيير المدربين، والقراءة الخاطئة لخريطة طريق الدوري. يقول مدرب الأهلي الجديد، البرازيلي فارياس: "النادي الأهلي منشأة كبيرة، لديه تاريخ كبير ومشرف، ومن الصعب أن يكون مركزه في الدوري الخامس أو السادس، وكان لا بد أن ينافس على المراكز الأولى». هذا في رأيي ما كان يحتاجه فريق الأهلي، فمدربه الحالي لديه قناعة بأن الفريق الذي يدربه لا يتناسب مركزه الحالي مع إمكاناته، وهذا أول الطريق الذي أضاعه الأهلي في السنوات الماضية، مع الصبر عليه كما يؤكد الأمير خالد بن عبدالله. والشيء نفسه بالنسبة لفريق النصر، فقد وقف رئيس النادي الأمير فيصل بن تركي في وجه كل الذين كانوا يطالبون بإقالة المدرب داسيلفا، وكان لهذه الثقة في المدرب، المبنية على معرفة بعمله، أن تغير النصر، وعاد يقدم لنا شيئاً من ماض جميل. واعتقد أن فوز الفريقين بالبطولتين المقبلتين - كأس ولي العهد، وكأس الأبطال - يعني أن العمل نضج تماماً، وأن العودة إلى المنافسة على بطولة الدوري لم تعد بعيدة المنال. إن أهم مفاتيح بطولة الدوري، هو أن يكون لديك مدرب له اسم كبير في عالم التدريب، أو صاحب سيرة تدريبية ناجحة، ويعطى فرصة العمل لما لا يقل عن موسمين، إضافة إلى اختيار لاعبين محترفين مؤثرين. اللافت، وهذا أمر مؤسف، أن عدداً من الفرق السعودية استقدمت في هذا الموسم الذي لم ينته حتى الآن، ولم يكمل خمسة أشهر، أربعة مدربين لكل ناد، فهل يمكن أن يكون الخلل في كل هؤلاء المدربين؟ ولذلك لست مع من يعتقد أو يصر على أن مشكلة فريق الاتحاد - بطل دوري المحترفين - في الموسم الماضي، تكمن في المدرب الأرجنتيني المقال كالديرون، ولن يكون الحل في التعاقد مع المدرب الأرجنتيني الآخر هيكتور! هذه هي الحقيقة التي يحاول بعض الاتحاديين تجاهلها، وهي التي أدت إلى تغيّب اللاعب محمد نور عن تدريبات فريقه وعن مبارياته الماضية، وهي التي ستقف في وجه المدرب الحالي، وقد تعصف به كما عصفت بابن جلدته، فالبقاء للنجوم! [email protected]